أصبح النادي الأهلي المصري على موعد مع التاريخ حين يلاقي كورينثيانز البرازيلي الأربعاء في المربع الذهبي لكأس العالم للأندية لكرة القدم في مدينة تويوتا اليابانية ويدخل الأهلي المباراة واضعا نصب عينيه الإنجاز التاريخي الذي حققه في 2006 عندما حصل على المركز الثالث في المونديال، وربما يسعى الشياطين الحمر هذه المرة إلى تخطي هذا الإنجاز والمنافسة على اللقب لإهدائه إلى الشهداء الذي سقطوا في مصر منذ ثورة يناير 2011. ويعيش الأهلي أوقاتا من النشوة في أعقاب الفوز على هيروشيما اليابانى 2-1 الأحد الماضي في مستهل مشوار الفريق في المونديال، ولكنه يواجه منافسا غاية في القوة نظرا لما تتمتع به الكرة البرازيلية من قدرات هجومية هائلة ليس من السهل مضاهتها، وما يزيد من صعوبة الأوضاع بالنسبة للفريق القاهري هو الإصابة بالرباط الصليبي التي لحقت بقائده ونجم خط وسطه حسام غالي وهو ما سيترك فراغا كبيرا في منتصف الملعب. وقد يلجأ حسام البدري المدير الفني للأهلي إلى الدفع بالنجم محمد أبو تريكة ليحل محل غالي,خاصة بعد ظهور "الماجيكو" بمستوى رائع خلال المباراة أمام هيروشيما بعد أن شارك في منتصف الشوط الأول عقب خروج حسام غالي للإصابة، ونجح في تسجيل هدف الفوز الحاسم للأهلي في الدقيقة 56 . واحتفظ أبو تريكة بتواضعه المعهود لدى سؤاله حول أسباب جلوسه على مقاعد البدلاء خلال مباراة هيروشيماحيث قال للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) :"أدرك دوري وأحترم الخطة الفنية للمدرب، وسواء كنت على مقاعد البدلاء أو داخل الملعبفالفريق يظل واحدا، وما أنا إلا جزء من المجموعة ونحن نحترم قرارات مدربنا". ويختتم الأهلي مساء الثلاثاء تدريباته استعدادا لملاقاة كورينثيانز بعد أن عكف البدري على دراسة الفريق البرازيلي عبر شرائط الفيديو للوقوف على نقاط القوة والضعف به، وأعرب البدرى عن احترامه الكامل لكورينثيانزولكنه أشار إلى أن طموح فريقه لا سقف له، ويسعى فريق كورينثيانز للفوز بلقب المونديال للمرة الثانية بعدما صعد إلى منصة التتويج في عام 2000 ولكن الفريق البرازيلي يعلم تماما أنه يواجه منافسا ليس لديه ما يخسرهبعدما حطم جميع التوقعات وأحرز لقب دوري أبطال أفريقيا على حساب الترجي التونسي في رادس رغم توقف النشاط الكروي في مصر منذ فبراير الماضي في أعقاب مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 74 قتيلا من جماهير الأهلي. ولم يتوقف الأهلي عند هذا الحد بل استعد بكل جدية لمونديال الأندية وحقق فوزا مفاجئا على هيروشيما في مباراته الأولى بكأس العالم وهو ما يفرض على ليوناردو تيتي المدير الفني لكورينثيانز ضرورة احترام الخصم، وقال تيتي لموقع الفيفا :"لا أعتقد أن النتائج السابقة تحدد هوية المرشحين الأمر الحاسم هو قوة كل فريق على مدى 90 دقيقة من مباراة قبل النهائي إلا أن لخبرة الفريق تأثيراوكذلك الحال بالنسبة لمستوى اللاعبين إننا على ثقة تامة من هذه الحقيقة. ونحن ندرك هذه الحقيقة، ندرك مكمن قوتناولكني لا أعتقد أننا الأوفر حظا لكني أؤمن بقدرة اللاعبين على التحضير لهذه المباراة". وفي سياق آخر يتنافس أولسان هيونداي الكوري الجنوبي وسان فريتشي هيروشيما على المركز الخامس في كأس العالم للأندية الأربعاء أيضا في مباراة بعيدة عن التوقعات وخاض أولسان مشواره في كأس العالم للأندية منتشيا بإحرازه لقب دوري أبطال آسيا ولكنه خسر على يد مونتيري المكسيكي 3/1 في مباراته الأولى. بينما بدأ سان فريتشي هيروشيما مشواره في المونديال بالفوز على أوكلاند سيتي النيوزلندي بهدف نظيفمما أثار الكثير من التوقعات بشأن هذا الفريق ولكنه سرعان ما سقط على يد الأهلي 2/1 في المباراة الثانية له في البطولة.لذا فإن المباراة تجمع بين جريحين يسعى كل منهما للخروج من البطولة برأس مرفوعة عبر إحراز المركز الخامس في الترتيب العام وهو ما يصعب التكهن بالنتيجة النهائية بينهما. من جانبه أكد محمد أبو تريكة لاعب فريق الأهلي المصري على جاهزيته هو وزملائه لمواجهة فريق كورينثيانز البرازيلي الأربعاء في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم للأندية، ونقل أبو تريكة أمنيات زملائه بتكرار تجربة أنتر ناسيونالي البرازيلي في نسخه 2006 وقال اللاعب في حوار للتلفزيون البرازيلي: "أمامنا مباراة هامة وكل تركيزنا هو الفوز بها من أجل التأهل إلى نهائي المونديال، ورغم أن أي فريق برازيلي يكون لديه مهارات خاصة وقدرات تؤهله للفوز على أي فريق، إلا أن الفريق يضع في حساباته قوة المنافس وضرورة التركيز في اللقاء من أجل الفوز وتحقيق إنجاز لم يتحقق من قبل للكرة المصرية". ورفض أبو تريكة خلال الحوار الحديث عن أي شئون سياسية في الشارع المصري قائلاً: "أنا لاعب كرة فقط وأبحث عن دوري داخل الملعب وليس لي أي نشاط سياسي ولا يحق لي التحدث فيها، وكل ما أتحدث فيه هو شئون الفريق فيما يخص الكرة فقط" وأضاف: "أحب البرازيل حب من نوع خاص خاصة وأنها هي الوحيدة حالياً القادرة على تحقيق حلم هذا الجيل في اللعب بالمونديال من خلال مونديال 2014، مؤكداً أنه سيقاتل مع زملائه للوصول لهذا الحلم الذي يتبقى لهذا الجيل لم يحققه حتى الآن". ورداً على سؤال حول معرفته بأسطورة كرة القدم البرازيلية سقراط أجاب تريكة: "أعرفه بالطبع وكل المصرين يعلمون جميع لاعبي البرازيل بالاسم لان كرة القدم البرازيلي لها نصيب كبير من الحب لدى الجمهور المصري الذي يعشق كرة القدم".