توفى صباح اليوم الجمعة، الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة بمستشفى وادي النيل بالقاهرة، بعد صراع طويل مع المرض. والراحل كاتب قصصي وروائي وسيناريست، ولد بمدينة طنطا عام 1941 وكان والده يعمل في التجارة بمحافظة كفر الشيخ، وهى المحافظة التي ينتمي إليها، أما مدينة طنطا فهي المدينة التي نشأت فيها والدته. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدارس كفر الشيخ والتحق بكلية الآداب قسم الدراسات الاجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس والتي تخرج منها عام 1962، وقد كانت أولى محاولاته في مجال التأليف خلال فترة دراسته الجامعية. فور تخرجه من الجامعة عمل أخصائيا اجتماعيا في مؤسسة لرعاية الأحداث ثم عمل مدرسا في إحدى مدارس محافظة أسيوط، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بكفر الشيخ وبعدها في رعاية الشباب بجامعة الأزهر، إلى أن جاء عام 1982 ليغير مجرى حياته تماما حيث قدم استقالته من العمل بالحكومة ليتفرغ للكتابة والتأليف . وتظل إبداعاته شاهدة على أكثر من عصر وأكثر من تحول، تقف في أعماله على تلك الخلطة السحرية التي تجمع بين الأدبي والفلسفي والسياسي والتاريخي. كتب عكاشة دراما الرأي والموقف والتأمل والتحليل دراما الإنسان الخارجة من لحم الحياة، كتب الدراما والقصة القصيرة التي بدأ بها مسيرته وكتب الرواية والمسرحية والمقال وكتب في الحب المجهض إزاء قيم التوحش وكتب عن الهوية التي باتت غير قادرة على صد الاختراق وكتب عن مافيا الفساد وعن الهم العربي، وكتب عن أوجاع مصر وأوجاع العرب وكتب عن الاستبداد والمقهورين في الحياة ودق ناقوس الخطر لضياع دور مصر وريادتها وكتب عن الرأسمالية الجديدة وصراع الأجيال وغير ذلك كثير . كتب أسامة أنور عكاشة أكثر من أربعين مسلسلا تليفزيونيا بالإضافة إلى عدد من الأفلام السينمائية والمسرحيات، وهى التي حفرت اسمه في الذاكرة كمؤلف مصري، وقد جاءت شهرته الحقيقية كمؤلف مع مسلسل (الشهد والدموع) والذي حقق نجاحا مبهرا. توالت بعد ذلك المسلسلات التي كتبها عكاشة ونالت شهرة واسعة ونجحت في تغيير شكل الدراما التليفزيونية كان من أهمها: المشربية، ليالي الحلمية، ضمير أبلة حكمت، زيزينيا، الراية البيضا، وقال البحر، ريش على مفيش، أنا وأنت وبابا في المشمش، لما التعلب فات، عصفور النار، ومازال النيل يجرى، أرابيسك، امرأة من زمن الحب، أميرة في عابدين، كناريا وشركاه، عفاريت السيالة، أحلام في البوابة، المصراوية، الحب وأشياء أخرى، رحلة السيد أبو العلا البشري، الحصار. قدم أسامة أنور عكاشة مجموعة من الأعمال الأدبية أهمها مجموعة قصصية بعنوان (خارج الدنيا) عام 1967 صادرة من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ورواية (أحلام في برج بابل) عام 1973، مجموعة قصصية بعنوان (مقاطع من أغنية قديمة) عام 1985، ورواية (منخفض الهند الموسمي) عام 2000، ورواية (وهج الصيف) عام 2001، كما قام بتأليف عدد من الكتب منها كتاب (أوراق مسافر) عام 1995، وكتابي (همس البحر، تباريح خريفية) في نفس العام. استطاع أسامة أنور عكاشة أن يكون واحدا من أهم المؤلفين وكتابي السيناريو للدراما المصرية والعربية، وتعتبر أعماله التليفزيونية هي الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي، فقد عرف طريقه إلى قلوب البشر بصدق الكلمة ورشاقة المعنى، ونجحت أعماله في خلق جيل جديد من كتاب السيناريو القادرين على الإبداع وإمتاع المشاهد. حصد أسامة أنور عكاشة على العديد من الأوسمة والجوائز أهمها جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002، جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2008.