منذ تولى الرئيس مرسي وهو من جماعة الإخوان المسلمين منصب رئيس الجمهورية بآليات ديمقراطية وباختيار الشعب رغم أن الانتخابات الرئاسية لم تتح آليات اختيار حرة وفي ظروف ليست عادية بل كانت الظروف والاختيارات لا تجعل حرية الاختيار متاحة فكنا مع دولة او لا دولة ثورة او لا ثورة وطن او لا وطن فكان خيار واحد وهو كيف نقارن أصلا بين فصيل كان يقتل معنا في الميادين ومن كان يناضل ومازال للقضاء علينا وعلى ثورتنا، وبدأت شعبية الإخوان تتناقص شيئا فشيئا لأسباب عديدة لا يجب إقصائهم منها فلهم كثير من الملاحظات والأخطاء يقرون بها ونلوم عليهم فيها لوم مصحح المسار والمعارض البناء ورغم ذلك وقعوا في براثن خطط حيكت بإحكام وتسلل إليهم شيء من الشعور بالاستعلاء أعتقد أنه لابد أن يتنبهوا لأخطائهم خلال إدارة المرحلة السابقة ورغم خصم الكثير من رصيدهم وكسب عداء غالبية الشارع إلا أنه قد تلاحظ خلال الأيام القليلة الماضية من واقع رصد ميداني حقيقي وباستقصاء أراء مختلفة من شرائح متنوعة ومتعدد من المجتمع في المدن والقرى بمختلف درجاتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية ، وتعجبت وتساءلت ما هي الأسباب التي تسببت في رفع رصيد الإخوان المسلمون في الشارع بطريقة ملحوظة جدا واكتسبوا تعاطفا شديدا من الشعب وانحسرت النتائج وفقا لمعطياتي وتحليلي المتواضع للأسباب الآتية : 1- وحدة معظم الرموز الوطنية والثورية والسياسية مع الشخصيات المحسوبة على النظام المخلوع البائد والمتهمون في قضايا قتل الثوار ومؤيدي رموز الفساد وعودة الفساد المخلوع جزئيا حتى الآن والبلطجة والراقصات والفنانات وغيرهم من امتلأت بهم الميادين رغم عدم قدرتهم على توحدهم مع أنفسهم في انتخابات الرئاسة وظهر جليا روح إنتفاعية ذاتية تقدم مصلحة الذات على مصلحة الوطن والشعب مهما تسبب ذلك من إضرار للمواطن البسيط. 2 - الاعتداء الفج على مقرات الإخوان والحرية والعدالة وشاهد الجميع هجوم من البلطجية والمسجلين مما أستدر تعاطفا بالغا مع الإخوان وأستشعر المواطنين بأنهم وحدهم من يتصدى لكل هذا الهجوم إذا هناك لغز لا يفهمه العامة يدفع كل هؤلاء للإطاحة بهم من المشهد وأعترف الجميع أنه ورغم كل هذا التنظيم القوي والعدد الضخم للجماعة ونال ما نال من خسائر مادية بحرق المقرات الذي تجاوز ال28 مقرا . 3- فقدان الإخوان لعشرة تقريبا من شبابهم ومنهم أبناء قيادات داخل الجماعة وخروجهم في جنازات مهيبة وكلمات تزرف كل الحزن والأسى على أبنائهم وكله من الطائعون القائمون لا يقلون طبعا عن من راحوا ضحايا الأحداث منذ نشبت ولكن كثرة عدد شهدائهم ومصابهم والذي تجاوز ال1000 مصاب كان سببا لكسب تعاطف الشارع خاصة وان الجميع كان شاهد عيان ويرى من يجير على من ومن يدافع عن أرواح ومقرات وشرعية أو حتى شريعة رغم رفضي للمصطلح لكن لكل قناعاته التي يؤمن بها . 4- تحمل الرئيس و رموز وقيادات الجماعة والحزب لكل الهجوم عليهم بالسب والقذف والتهم والتجريح والتشويه في المسيرات والتظاهرات والشعارات بكل ميادين تواجد بها المعارضون لهم علاوة على الاعلام الفاسد الذي كان ومازال بوقا لتخريب العقول وتضليل المشاهدين. كل هذه الأسباب من وجهة نظري كانت داعما لعودة جزء ليس بقليل لما فقدوه بسبب قصورهم أو تقصيرهم خلال الفترة السابقة وعليهم حمل ضخم لاستعادة تصحيح المسار وكسب الشارع مرة أخرى وبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق مطالب وطموح هذا الشعب الذي دائما وأبدا لا يساند إلا ما يستشعر أنه الصواب والحق سقطت أقنعة رموزا كنت أعتقدهم منكروا الذات ويفضلون مصلحة الشعب والوطن على ذاتيتهم وبمنتهى الغباء السياسي خصموا بل نفذت أرصدتهم لدى الشارع في غالبيته، وكانوا بأفعالهم وتصريحاتهم ومخططاتهم سببا مباشرا لرفع رصيد الإخوان ألا تبا لكم والنصيحة الآن البدء في تطهير المؤسسات الخربة لا بديل عنه ودفع السلطات كافة من حكومة منتخبة معبرة عن روح وأهداف ومطالب الثورة ومحافظون ورؤساء مدن يؤمنون حقا وصدقا بأنهم خادمون فعلا للشعب ولا يدخرون جهدا لتحقيق مطالبه ورفع وتعظيم الخدمات له هي نصيحة الشعب تعب كثيرا وفاض به الكيل ويبحث عن طموحات وآمال بسيطة ولكنه للأسف لا يجد من يلبيها له اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .