الحمد لله وحده والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين الحمد لله الذي أمر عباده بالحج من استطاع إليه سبيلاً - الحج ركن من أركان الإسلام وقد فرضه الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين مرة واحدة في العمر ويتضمن الحج طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداءَ به في الأقوال والأفعال ومحبته ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا " بعض الوصايا الي حجاج بيت الله الحرام ذكرها فضيلة الشيخ / عبد الله بن صالح الفوزان 1 - إخلاص العبادة لله تعالى . إخلاص العبادة لله تعالى وحده شرط لقبولها وذلك بأن تكون أعمال العبد كلها لله تعالى من صلاة ودعاء وطواف وسعي وغير ذلك من أقواله وأفعاله ونفقاته بعيداً عن الرياء والسمعة لأن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم كما قال تعالى ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) وقال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين ) فأخلص لنية في حجك . 2 - معرفة صفة الحج . يجب على من عزم على الحج أن يعرف أحكامه وصفة أدائه فيعرف صفة الإحرام وكيفية الطواف وصفة السعي وهكذا بقية المناسك فمعرفة أحكام الحج لمن أراد الحج من الأهمية ليعبد المؤمن ربه على بصيرة ويحقق متابعة النبي وقد قال النبي علية الصلاة والسلام ( لتأخذوا مناسككم ) أخرجه مسلم . 3- التأسي بالنبي علية الصلاة والسلام في أداء المناسك . على المسلم أن يتأسى بالنبي في أداء المناسك ويفعل كما كان يفعل صلوات الله وسلامه عليه لأنه قال : ( لتأخذوا مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذا ) رواه مسلم ويحذر من البدع التي ألصقها بعض الناس بالمناسك مما ليس له أصل في دين الله تعالى . 4 - تعظيم شعائر الله تعالى . لابد للحاج أن يعظم شعائر الله تعالى ويستشعر فضل المشاعر وقيمتها فيؤدي مناسكه على صفة التعظيم والإجلال والمحبة والخضوع لله رب العالمين وعلامة ذلك أن يؤدي شعائر الحج بسكينة ووقار ويتأنى في أفعاله وأقواله ويحذر من العجلة التي عليها كثير من الناس في هذا الزمان ويُعَوِّد نفسه على الصبر في طاعة الله تعالى فإن هذا أقرب إلى القبول وأعظم للأجر . 5 - في الاستفادة من الوقت . على المسلم أن يستفيد من أوقاته ويستغرقها في طاعة الله تعالى من صلاة وتلاوة قرآن وذكر وقراءة في الكتب النافعة ومدارسة للعلم وهذا يتم باختيار الرفقة الصالحة فإن الحاج ما خرج من بلده وترك أهله إلا لطلب الأجر والثوابوهو يرجو أن يعود وقد غفر الله له ذنبه فعليه أن يغتنم الأوقات الفاضلة في الأماكن المقدسة وعليه أن يحذر من إضاعة الوقت فيما لا نفع فيه وعليه أن يجتنب المعاصي والآثام طوال دهره وفي المواضع الفاضلة والأزمنة الشريفة تكون التبعة أعظم وقد يؤثر ذلك على الطاعة وينقص ثوابها. 6 - في التوبة النصوح وقضاء الدين . يتكرر في كلام أهل العلم وصية من أراد الحج بالتوبة من جميع المعاصي والخروج من مظالم العباد وقضاء ما أمكنه من الديون وذلك لأنه لا يدري ما يعرض له في سفره .وهذا أمر ليس له اعتبار عند كثير من الناس فترى الواحد منهم يذهب إلى الحج ويرجع وهو متلبس بذنوبه متدنس بخطاياه وقد يستمر في ارتكاب ذلك حتى في الأزمنة الفاضلة والأماكن المقدسة لا يحدث نفسه بتوبة ولا يجري على باله إقلاع وندم وهذا أمر ينبغي التفطن له وعليك يا أخي أن تتأمل قوله تعالى ( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ ) 7 - آداب عامة . للحج آداب عامة تتعلق بالإنسان مع نفسه وآداب تتعلق بالإنسان مع غيره ومن أهمها ما يلي : 1-span style="font:7.0pt "Times New Roman";" التأدب بآداب السفر من الدعاء عند الركوب وعند توديع الأهل والأصدقاء وعند النزول والتكبير إذا علا مرتفعاً والتسبيح إذا هبط وادياً وعدم النزول في الطريق أو قرب الطريق والرفق بسيارته وتفقد أجزائها لتظل صالحة لركوبه وبلاغ غايته . 2-span style="font:7.0pt "Times New Roman";" الصبر وتوطين النفس على تحمل المشقة فلا يتأفف من طول طريق أو حرٍّ أو زحام أو قلة طعام أو نحو ذلك فإن الحج فيه مشقة وفيه تعب وإن كانت الطرق ممهدة ووسائل النقل ميسرة . 3-span style="font:7.0pt "Times New Roman";" عليك أيها الأخ الكريم أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتعلم الجاهل وترشد الضال وأن تحرص على فعل المعروف وإسداء النفع للآخرين ما استطعت إلى ذلك سبيلاً . 4-span style="font:7.0pt "Times New Roman";" أن تطيع الأمير ولا تنفرد عن رفقتك برأي تصرُّ على تنفيذه وأن تكون محباً لخدمة رفقتك حريصاً على راحتهم . 5 - احفظ لسانك من القيل والقال ومن اللغو والكلام الباطل وتجنب الإفراط في المزح فأوقاتك شريفة وساعاتك غالية فلا ترخصها بمثل ذلك . وتقبل الله منا ومنك سائر الاعمال .