جنيف (رويترز) - قالت وكالات مساعدات كبرى يوم الاربعاء ان الاف المدنيين يتدفقون خارج مدينة سرت المحاصرة مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي حيث تلوح كارثة انسانية في الافق وسط تصاعد أعداد القتلى والجرحى ونقص امدادات المياه والكهرباء والاغذية. وقالت منظمة أطباء بلا حدود ان الاطباء في المدينة المحاصرة وهي احدى اخر معقلين مؤيدين للقذافي يشيرون الى انه يتم جلب كثير من مصابي الحرب لتلقي العلاج لكن المستشفى يفتقر الى مواد التخدير والادوية الاساسية. وقال الدكتور ميجو تيرزيان رئيس برامج الطواريء بمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية لرويترز "اذا استمر الوضع بضعة أيام أو أسابيع اخرى فسوف تكون هناك كارثة. الاطباء في المستشفى بالفعل غير قادرين على أداء عملهم بشكل مناسب واذا استمر الوضع فسيصبح مأساويا." وقال ان اطباء في سرت اتصلوا بفريق منظمة أطباء بلا حدود المتمركز في مصراتة وطلبوا امدادات طبية لكن المنظمة لم تتمكن من الوصول الى المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 الف نسمة بسبب القتال العنيف مضيفا انه يتم اجلاء عدد صغير من الجرحى الى مصراتة يوميا. وأضاف "قالوا ان المستشفى مكتظ بالجرحى. توجد أنواع اخرى من الطواريء -- أمراض أطفال ونساء ومرضى يعانون من أمراض مزمنة لا يتلقون العلاج." وقال "أبلغونا بالمصاعب الشديدة ونقص الكهرباء والمياه والادوية الاساسية اللازمة لتشغيل غرفة الطواريء بما في ذلك مواد التخدير والمضادات الحيوية والمسكنات وأكياس الدم." وأضاف ان نقص المياه والكهرباء يؤثر أيضا على السكان. وقال تيرزيان ان قوات المجلس الوطني الانتقالي "منعت" منظمة اطباء بلا حدود من ارسال موظفي اغاثة الى سرت بحجة انعدام الامن. وقال "لم يكن بمقدورنا الاقدام على المخاطرة. اقترحنا على الاطباء الليبيين في سرت ان يخرجوا لتسلم الامدادات لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. اننا نبحث الوصول اليهم عن طريق البحر لكنني لست متفائلا كثيرا بأننا سننجح." وظلت القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي تواجه مأزقا يوم الاربعاء بسبب نيران القناصة والمدفعية الكثيفة من جانب القوات الموالية للقذافي التي تتحصن في سرت. وتتعرض المدينة أيضا لهجوم جوي من حلف شمال الاطلسي. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان مزيدا من الناس يهربون من البلدة المحاصرة وزاد النزوح كثيرا في الايام القليلة الماضية. وقال ستيفن اندرسون المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز "لا يمكننا تقييم حجم المشكلة الانسانية لكن من الواضح ان هناك مشكلة بالغة الخطورة تسبب قلقا لنا." واضاف "نرى اعدادا متزايدة من النازحين .. في الحقيقة الاف يغادرون سرت الى الغرب والى الشرق وهو مؤشر على الوضع." وتعمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهي وكالة مساعدات مستقلة مع متطوعين من الهلال الاحمر الليبي وكثفت عملياتها لكنها لم تتمكن من دخول سرت بسبب القتال. وقال اندرسون انها جلبت امدادات اغاثة الى عشرة الاف شخص حول سرت سواء كانوا نازحين فروا من المدينة او سكانا محتاجين يعيشون في قرى قريبة. وبينهم أكثر من 1200 نازح يقيمون في منطقة صحراوية بين الهراوة وسرت. وقال "نسبة كبيرة من هذه المجموعة نساء واطفال ومسنون يعيشون في أحوال صحية صعبة بدون مياه كافية. بعضهم اصيب بالحمى والاسهال بسبب حالة الضعف التي يعانون منها ويفتقرون الى الرعاية الصحية." وأضاف "قالوا ان الذين مازالوا في سرت يعانون من نقص المياه والكهرباء وان احتياطيات المواد الغذائية تتقلص."