يظهر شريط فيديو اعدته الجماعة الاسلامية النيجيرية بوكو حرام المنفذ المفترض للاعتداء الانتحاري الاخير الذي استهدف مقر الاممالمتحدة في ابوجا في اطار من المخاوف المتزايدة من علاقات هذه المجموعة بشبكة القاعدة. وتكثف الاشارات في الاونة الاخيرة حول تعاون بوكو حرام مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يثير قلق الدول الغربية ويزيد الضغوط على سلطات اكثر دولة مكتظة بالسكان في افريقيا وهي ايضا اول منتج للنفط في القارة. واعلن الجنرال كارتر هام رئيس القيادة الاميركية لافريقيا الاربعاء ان بوكو حرام وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحركة الشباب الاسلامية في الصومال عبروا عن عزمهم "التعاون بشكل وثيق اكثر معا وتنسيق اعمالهم". وقد اصبحت هجمات بوكو حرام التي تبنت اعتدء ابوجا، اكثر تطورا. ولم تستهدف هذه المجموعة في السابق منظمات دولية الا في 26 اب/اغسطس حين وقع الهجوم الانتحاري عندما صدم رجل يقود سيارة مدخل مقر الاممالمتحدة ما ادى الى سقوط 23 قتيلا. وحصلت وكالة فرانس برس على شريطي فيديو يرجح ان تكون جماعة بوكو حرام سجلتهما. الاول مخصص الى حد كبير للمنفذ المفترض لاعتداء ابوجا وفي الثاني يظهر رجل قدم على انه منفذ هجوم انتحاري على مقر الشرطة في ابوجا في حزيران/يونيو الذي اوقع قتيلين على الاقل. ولم يتسن التاكد من صحة هذين التسجيلين لكنهما مشابهان لاشرطة فيديو سابقة نسبت الى المجموعة ويتضمنان مداخلات لرجل يرجح انه زعيمها ابو بكر شيكو. وتعرف مجموعة بوكو حرام عن نفسها بتسمية استخدمتها في تسجيل سابق وهو ما يمكن ترجمته "هؤلاء الاوفياء لتعاليم النبي حول الحرب المقدسة". وكانت قوى الامن قمعت بعنف تمردا للمجموعة في 2009 في شمال شرق البلاد ما ادى الى سقوط مئات القتلى لكن ذلك لم يضع حدا لانشطتها. والمجموعة التي كانت تعتبر حتى الان مجموعة تهاجم بشكل خاص رموز الدولة النيجيرية تبدو راغبة في ان تعطي لنفسها بعدا دوليا في هذين التسجيلين الواردين بلغة الهاوسا (المعتمدة في الشمال حيث الغالبية مسلمة) لكن ايضا بالعربية. وفي التسجيل يمكن سماع شخص قدم على انه شيكو يشيد باسامة بن لادن ويندد بالاممالمتحدة. وفي الشريط الاول يفسر الانتحاري المفترض الذي نفذ اعتداء 26 اب/اغسطس ما قام به لعائلته. والشاب يتحدث بهدوء وهو يبتسم حاملا في غالبية الوقت سلاح "ايه-كاي 47". ويقول رجل يؤكد انه الناطق باسم بوكو حرام في مقابلة هاتفية مع وكالة فرانس برس ان الرجل في الشريط هو محمد عبد البارة الميكانيكي البالغ من العمر 27 عاما وهو متزوج ورب اسرة كان يقيم في مايدوغوري في شمال شرق البلاد حيث تنشط بوكو حرام بشكل خاص. وتدور تكهنات في نيجيريا حول العلاقات المفترضة لهذه الجماعة مع حركات اجنبية وكذلك حول مصادر تمويلها. وبحسب كياري محمد الجامعي الذي يحضر كتابا حول بوكو حرام فان بعض اعضائها يمكن ان يكونوا يتلقون التدريب من قبل مجموعات اخرى لكن التعاون لا يتوقف عند هذا الحد. وقال "شخصيا لا اعتقد ان هناك علاقات جدية" مع مجموعات في الخارج. واعلنت اجهزة استخبارات الشرطة النيجيرية ان العقل المدبر للهجوم ضد مقر الاممالمتحدة قد يكون رجلا مرتبطا ببوكو حرام والقاعدة يدعى مامان نور وقد عاد في الاونة الاخيرة من الصومال. ويظهر شريط الفيديو الاول ايضا شابا قدم على انه منفذ الاعتداء الذي احبط على مقر الشرطة في مايدوغوري في 15 اب/اغسطس. وقد قتل قبل التمكن من تفجير عبوته.