قتل نحو 17 عراقيا بينهم سبعة من قوات الامن واصيب حوالى 53 بينهم 16 من عناصر الامن بجروح في هجمات متفرقة استهدفت الاربعاء قوات الامن العراقية احدها انفجار سيارة مفخخة شرق مدينة الحلة، جنوب بغداد. وفي اكثر هذه الهجمات دموية، قال صادق رسول المحنا نائب محافظ بابل لوكالة فرانس برس ان "13 شخصا قتلوا واصيب 42 اخرون بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة عند مطعم في ناحية المدحتية" مشيرا الى وجود عناصر من قوات الامن في المطعم لدى وقوع الانفجار. واشار المحنا الى "مقتل ثلاثة واصابة خمسة اخرين من عناصر الشرطة جراء الانفجار. وقال ضابط برتبة رائد في شرطة الحلة رفض كشف اسمه ان "الانفجار وقع امام احد المطاعم حوالى الثامنة صباحا (05,00 تغ) وسط ناحية المدحتية" على بعد 30 كيلومترا شرق مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد). واكدت مصادر طبية في المستشفى الجراحي والطب العدلي في الحلة في وقت سابق تلقي جثث ثمانية اشخاص بينهم امرأتان وطفل و36 جريحا بينهم سبع نساء واربعة اطفال، من ضحايا الانفجار. واشارت المصادر الى ان اصابات سبعة من الجرحى بالغة. ووقع الانفجار عند مطعم "حسان" احد المطاعم الكبيرة على الطريق الرئيسي المؤدي الى مرقد الامام "الحمزة" احد ابناء الامام الحسين ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة، الذي يقع على بعد نحو كيلومترين. وقال شاهد عيان يدعى علي حمزة (27 عاما) وهو صاحب حافلة صغيرة لنقل المسافرين كان يتناول وجبة الفطور في المطعم "كنت وتسعة مسافرين نتناول الطعام عندما وقع انفجار هائل ادى الى مقتل وجرح اغلب الموجودين في المطعم". واضاف "لا اعرف عن رفاقي شيئا ولم اعثر عليهم بعد الانفجار" مشيرا الى ان "الانفجار ادى الى تطاير اشلاء الجثث في كل مكان وتدمير واجهة المطعم". بدوره، قال كريم محمد (35 عاما) احد المسافرين الذي كان عند المطعم لدى وقوع الانفجار، ان "اشلاء الضحايا تناثرت والتصقت اجزاء منها على السيارات التي كانت قرب المطعم". وفي بغداد، اعلن مصدر في وزارة الداخلية "مقتل شرطيين واصابة ثالث بجروح في هجوم مسلح استهدف فجرا نقطة تفيش للشرطة في حي القاهرة (شمال)". كما قتل جنديان عراقيان واصيب عشرة اخرون بجروح بانفجار عبوة لاصقة بسيارة عسكرية داخل قاعدة الحبانية الجوية (80 كلم غرب بغداد)، وفقا لمصدر في عمليات محافظة الانبار. واكد المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري لفرانس برس ان "الانفجار وقع داخل القاعدة جراء عبوة لاصقة على باص يقل جنودا من المدخل الرئيسي للقاعدة الى مقراتهم، وادى الى مقتل اثنين وجرح عشرة اخرين". الى ذلك، اعلن مصدر في شرطة تكريت (160 كلم شمال بغداد) العثور على خمس جثث لرجال مجهولي الهوية قرب منطقة البوعجيل، على بعد ستة كيلومترات شرق تكريت. واشار الى انه تم العثور على هذه الجثث "اثر اعترافات ارهابيين" اعتقلوا قبل ايام. وتاتي هذه الهجمات قبل اشهر قليلة من رحيل القوات الاميركية عن العراق نهاية العام الحالي 2011، وفقا للاتفاقية الامنية بين بغداد و واشنطن. ويجري المسؤولون العراقيون والاميركيون مفاوضات حول بقاء قوات اميركية التي مازالت تحتفظ بنحو 47 الف عسكري في العراق، الى ما بعد عام 2011. ويقول المسؤولون الامنيون العراقيون ان قوات بلادهم قادرة على السيطرة على الاوضاع الامنية في البلاد ولكن لا يمكنها حماية المجال الجوي والحدود والمياه الاقليمية. وتراجعت وتيرة العنف في العراق مقارنة بموجة العنف التي وقعت بين عام 2006 وحتى 2008، ولكن الهجمات مازالت شائعة، فقد قتل 239 شخصا جراء اعمال عنف في عموم البلاد خلال شهر اب/اغسطس الماضي. وادت اعمال العنف الى مقتل ما لايقل عن الف و860 شخصا في العراق منذ بداية العام الحالي، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى بيانات حكومية.