يحاول المتمردون الليبيون المتحصنون بالاعتراف الدولي الذي حصلت عليه الهيئة التي تمثلهم سياسيا، السبت التقدم على الجبهة الشرقية للسيطرة على مدينة البريقة النفطية. واكد الثوار ان تقدمهم مستمر لكنه تباطأ السبت بعد العثور على خنادق في محيط المدينة تم ملؤها بمواد قابلة للاشتعال. وقال مصطفى الساقزلي عضو المجلس العسكري للثوار "نحن نتقدم وبتنا قريبين جدا من البريقة"، مؤكدا ان قوات معمر القذافي تحصنت في المدينة التي يسيطر عليها ثلاثة الاف من هؤلاء. واضاف انه مساء الجمعة، دخلت وحدة استطلاع مؤلفة من خمسين عنصرا البريقة من الجهة الشمالية قبل ان تتراجع قبيل منتصف الليل (22,00 ت غ) لافتا الى ان الثوار المكلفين شن الهجوم من جهتي الجنوب والشرق يتقدمون "ببطء ولكن في شكل اكيد". ويحظى الثوار ايضا بدعم جوي من الحلف الاطلسي الذي اعلن السبت انه دمر الجمعة 14 هدفا عسكريا قرب البريقة من دبابات واليات عسكرية اخرى. وصباح السبت، كان الثوار الذين وصلوا من الشمال على بعد اربعة كلم من البريقة في حين كان رفاقهم من جهة الشرق على بعد عشرة او 12 كلم. واجبرت الغام وخنادق الثوار على التقدم ببطء لتفادي الخسائر البشرية. واسفرت المعركة التي بدأت مساء الخميس على ثلاثة محاور عن عشرة قتلى على الاقل و172 جريحا. ولم يتمكن الثوار من تحديد طبيعة المواد الكيميائية التي وضعت في الخنادق. وفي مستشفى اجدابيا التي تبعد ثمانين كلم شرق البريقة، فان غالبية المصابين كانوا ضحية انفجار الغام بخلاف ما حصل في المعارك السابقة التي تسببت فيها المدفعية الثقيلة بخسائر كبيرة وفق مصادر طبية. وروى الجريح علي صالح (19 سنة) من على سريره كيف اصيب في ركبته عندما انفجر لغم لدى مرور مدرعته وسط رتل المتمردين المركزي صباحا. واوضح "كنا قرب البريقة حوالى الساعة الثالثة صباحا عندما تلقينا الامر من الحلف الاطلسي بالانسحاب، فتراجعنا لكن مدرعتنا داست لغما دمر مجنزراتها". واوضح الساقزلي انه تم العثور على اكثر من 250 لغما في المنطقة. وتشكل البريقة رهانا ماليا كبيرا. فان السيطرة على هذا الميناء النفطي المهم جنوب شرق خليج سرت، وهو حاليا بين ايدي قوات العقيد القذافي، قد يحسن كثيرا الوضع المالي للمتمردين ويوفر لهم المحروقات ايضا. وفعلا اعترفت الدول الاعضاء في مجموعة الاتصال حول ليبيا التي عقدت اجتماعا في اسطنبول الجمعة بشكل كامل بالمجلس الوطني الانتقالي كي يقدموا له المساعدة المالية التي يطلبها. وافاد البيان الختامي للاجتماع ان "مجموعة الاتصال شجعت ايضا المشاركين على تقديم مساعدة مالية كبيرة الى المجلس الوطني الانتقالي في اطار القوانين السارية وكذلك عبر آليات تسمح لهيئات يسيطر عليها المجلس بتصدير المحروقات". وتحدى العقيد القذافي مجموعة الاتصال التي طالبت بتنحيته، الجمعة مجددا في رسالة بثت على مكبرات الصوت على مسامع الالاف من انصاره المتجمعين في زليطن على مسافة 150 كلم شرق طرابلس التي يزحف نحوها المتمردون. وقال الزعيم الليبي ان الاعتراف بالمجلس الانتقالي "لا يساوي شيئا"، "اعترفوا مليون مرة بما يسمى المجلس الانتقالي. كل قراراتكم لا تساوي شيئا. كل قراراتكم ستداس تحت اقدام الشعب الليبي. طز في قراراتكم". واضاف "انا معي خمسة ملايين ليبي مستعدين للاستشهاد، لم اعطهم بعد الامر بالزحف عليكم، اعطيكم اخر فرصة لوقف عملياتكم واطلب من خونة بنغازي الاستسلام او الفرار من البلاد". وعلى الجبهة الغربية التي حقق فيها المتمردون تقدما خلال الايام الاخيرة، ساد الهدوء السبت كما قال قادة عسكريون لمراسلة فرانس برس في قوالش على بعد مئة كلم جنوبطرابلس. وصرح القائد شعبان عبوز في مركز تفتيش "اليوم قصفت قوات القذافي خمس مرات بصواريخ غراد ومدفعية شيكا، فرد الثوار بالصواريخ من طراز سام واحد". واضاف "لم تقع معركة في السهل (قرب قوالش) انه الهدوء، ان قوات القذافي تقوم ببعض التحركات لكنها بعيدة عنا ولا مشكلة في ذلك". واوضح القائد العسكري مختار الاخضر "هناك ثوار ما زالوا متمركزين على بعد عشرة كلم من بلدة الاصابعة (17 كلم شمال قوالش) ان الموقع آمن ونحن نتناقش مع ناس الاصابعة لنرى كيف يمكن ان يغادر المدنيون المدينة قبل شن الهجوم".