بولندا والنووي.. لماذا تصاعد التوتر بين أوروبا وروسيا وبيلاروسيا؟

تتزايد التوترات بين البلدين المنتميتين لأحلاف عسكرية متضادة بولندا وبيلاروسيا، عقب توعد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بالرد على أي هجوم يستهدف بلاده، قائلًا إن الحليف الروسي سيكون إلى جانبه في أي هجوم.
لوح لوكاشينكو، خلال تهديداته باستخدام كافة أنواع الأسلحة للرد على التهديدات المحتملة من الغرب، مشيرًا إلى تواجد عشرات الأسلحة النووية التكتيكية الروسية على أراضي بلاده، والتي يأسف لسحبها من بلادها في فترة انهيار الاتحاد السوفيتي.
لم يكتف لوكاشينكو خلال كلمته في اجتماع جمعية الشعب لعموم بيلاروسيا، بالإشادة بالدعم الروسي بل تحدث عن استعداد وارسو للوقوف إلى جانب روسيا قائلًا "إننا عازمون على الوقوف ضد أي معتدي يحاول إلحاق الضرر ببيلاروسيا وروسيا".
جاءت تصريحات لوكاشينكو ردًا على تلويح الجارة البولندية بنشر الأسلحة النووية لحلف شمال الأطلسي على أراضيها لمواجهة خطر التوسع الروسي في المنطقة من جهة الشرق، عقب نشر روسيا عددًا من الأسلحة النووية التكتيكية على أراضي الحليف البيلاروسي والتي تملك حدودًا مع بولندا.
ظهر الخوف البولندي في ظل امتلاكها حدودًا مع بلدين يعجان بالتوترات أولهم أوكرانيا التي دخلت فيها الحرب عامها الثاني وتمتلك بولندا حدود طويلة معها، وثانيها بيلاروسيا الحليف الموثوق للخصم الروسي، والتي قال دودا إنها تعزز تواجدها في الجانب الشرقي لحدود الناتو عقب نشرها أسلحة جديدة في بيلاروسيا وجيب كالينيجراد، وهو ما أكده الرئيس البيلاروسي اليوم.
رد روسيا
في ذات اليوم الذي خرجت فيها صحيفة "فاكت" بتصريحات مقابلتها مع الرئيس البولندي، جاء الرد الروسي بتهديد استهداف الأسلحة النووية في بولندا حال تم نشرها، ثم عاودت وأكدت موسكو اليوم على لسان نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف، أنه سيتم استهداف المنشآت النووية للناتو باعتبارها هدفًا عسكريًا إذا تواجدت في بولندا.
وأوضح ريابكوف، رغبة روسيا في استهداف التواجد النووي للناتو في بولندا، بأنه من شأنه "زعزعة استقرار المنطقة" بشكل كامل من خلال تهديده لروسيا، التي قال إن الأمر سيفاقم التهديدات الأمنية لها سوءًا وذلك خلال مقابلته مع وكالة أنباء "تاس" الروسية، التي أشار فيها إلى أن الاستهداف ينطبق على جميع الأسلحة سواء دائمة التواجد أو المؤقتة".
وحذر المسؤول الروسي، من تأثير تلك الخطوة المحتملة على أمن بولندا التي "لن تجلب السلام لها"، منوهًا إلى استمرار المناقشات الأمنية الروسية، حول سعي الناتو لنشر قواعده النووية على حدود بلاده.
هجوم فاشل
في عملية قالت ليتوانيا إنه لا يوجد دليل عليها، اتهم رئيس اللجنة البيلاروسية لأمن الدولة "كي جي بي" إيفان تيرتل، ليتوانيا وبولندا بتوجيه هجوم اليوم عن طريق المسيرات نحو العاصمة مينسك والمناطق المجاورة لها.
بحسب رئيس أعلى جهة أمنية داخل بيلاروسيا، فقد تم التصدي إلى الهجوم من خلال التعاون مع عدد من الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى تنفيذ عدد من الإجراءات الأمنية حالت دون تنفيذ المسيرات الليتوانية البولندية لأهدافها في مينسك.
ووصف تيرتيل مدبري الهجوم ب "المتطرفين"، مشيرًا إلى تعاونهم في إنتاج المسيرات داخل بولندا وليتوانيا لأجل توجيه الضربات.
بدوره نفى المركز العسكري والوطني لإدارة الأزمات في ليتوانيا، اتهامات مينسك والذي قال إن بيلاروسيا لم تقدم أي دليل بشأن ادعاءاتها، مضيفًا أن تصريحات بيلاروسيا ليست إلا "استفزازات عدائية" تقودها مينسك تجاه ليتوانيا.