تقطعت به السبل للحصول على مساعدات غذائية، وربما يكون كغيره ممن لم يتذوقوا الطعام على مدار أيام في ظل حصار مميت فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وشدد إحكامه منذ بدء الحرب على القطاع في 7 أكتوبر الماضي. وما يظهر في مقطع فيديو لنازح فلسطيني يجمع بعض الطحين الذي سقط على الأرض، يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع المحاصر، بعد أن دفعه اليأس إلى الارتضاء بما تناثر من الطحين واختلط بالتراب. View this post on Instagram A post shared by عبد القادر صباح (@abd.sabbah) ومع تلاشي آمال الفلسطينيين في الحصول على الغذاء، كسر الجوع القارس حدود المحاذير؛ فاستعاضوا بأعلاف الحيوانات في صناعة الخبز بدلا من الطحين، كما أوضح المتحدث باسم الحكومة في غزة إسماعيل الثوابتة. ورغم تحذيرات المسؤولون في القطاع من مجاعة، ومناشدات المنظمات الاممية لحكومة الاحتلال، فإنها وجدت آذانا صماء لا تأبه سوى بأن تُرضي غرورها على حساب حيوات مئات الآلاف من الأطفال والنساء بزعم محاربة المقاومة، وقال الثوابتة: "نحذر من كارثة إنسانية حقيقية سيذهب ضحيتها مئات الآلاف إذا لم يتدخل العالم لإجبار إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع". ودفعت الأوضاع التي ربما لم يشهد العالم مثلها من قبل، مدير برنامج الغذاء العالمي في الأراضي الفلسطينية إلى أن يصف حال الفلسطينيين بأنهم "يعانون من انعدام الأمل"، ليشدد بدوره على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع "لتجنب كارثة المجاعة المحدقة". "إن نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة، ويفتقرون إلى أبسط الحاجات الأساسية"، هكذا يقول وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث. ويؤكد على أن "الحرمان" الذي يعانيه سكان غزة "قاس وعميق، موضحا أن مهما كان قدر المساعدات فإنه غير كاف لسد احتياجاتهم، ليقوده الواقع إلى أنه "يتم تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم"، وفق ما نقلته صحيفة "فوليا" البرازيلية.
