كان الأمر يستلزم ذهابا إلى ستوديو تصوير، لالتقاط صورة بالزي المدرسي على سبيل توثيق أول عام دراسي، وأول زي مدرسي، ولا يشترط في الأمر أن تكون الصورة في أول يوم أو حتى أيام الدراسة. لكن ومع تطور كبير للهواتف المحمولة وكاميراتها، وانتشار أكبر لمواقع التواصل الاجتماعي، فقد باتت الصورة الأولى لأول يوم عادة دراسية. على بعد أمتار من مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية في شبرا الخيمة، وقف محمود عيد، رفقة زوجته وابنته الصغيرة، يلتقطون صورا لبعضهم البعض، لكن النصيب الأكبر من الصور لطفلته الصغيرة، التي تبدأ مرحلة جديدة في حياتها، بدخولها الصف الأول الابتدائي، في أجواء مبهجة، سرعان ما ستنتقل إلى عالم مواقع التواصل الاجتماعي. «على أيامي طبعا مكنش في الكلام ده، لكن دلوقتي لازم صورة أول يوم مدرسة، وكمان هننشرها على فيسبوك» يحكي محمود، الذي حصل على إجازة من عمله في اليوم الدراسي الأول، خصيصا ليكون مع ابنته في ذلك اليوم، معتبرا أنها ذكرى جيدة، يجب أن يوثقها «الأيام اللي زي دي قليلة، فلما بنتي تكبر هتبقى فاكرة إني كنت معاها أول يوم في المدرسة». على النقيض، كان حسام محمود يقف أمام المدرسة رفقة ابنه الصغير، يحمل له حقيبته وأدواته المدرسية، ويلتقط له صورا مع أقرانه، لكن الرجل لا ينوي نشر تلك الصور، وإنما يحتفظ بها، وربما يطبع بعضها ويضعها في منزله، على سبيل توثيق تلك اللحظة في حياة طفله «وبعدين لازم أحسسه إن ده شيء مهم وخطوة كبيرة في حياته، عشان يبقى حابب الدراسة، لكن مليش في السوشيال ميديا أوي». الوضع على مواقع التواصل الاجتماعي كان مختلفا، البعض يتحدث عن زحام الطرق، وآخرون ينشرون صورا مع أطفالهم، مهنئين بعضهم البعض بأول يوم دراسي، فيما كانت مجموعات أولياء الأمور، لا سيما الأمهات تتحدث حول العملية الدراسية والإرهاق الذي يمرون به مع بداية أيام الدراسة، حتى أن إحداهن علقت «أنا حاسة إننا اللي بندخل المدرسة مش هم». ونشر كثيرون صورا لأبنائهم، مرفقين معها عبارات مختلفة، تدور في فلك الأمنيات الطيبة، والدعوات بالتوفيق في المستقبل، فيما انتشرت صور تم تجميعها على مدار سنوات، لأطفال في أول أيامهم الدراسية وهم يبكون أو يصرخون، أو حتى يجاهدون النوم، ليعلق سامح إبراهيم على تلك الصور مازحا «الصور دي تديك انطباع إن المدرسة تهذيب وإصلاح». وتنظم المحافظات عملية عودة المدارس، بتنسيق أيام الأسبوع الأول على المراحل المختلفة، وأمس بدأت عدة محافظات الدراسة، فيما بدأت الأخرى اليوم، ونشر الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، رسالة للطلاب قال فيها إنه يتوجه للطلاب والزملاء والمعلمين والمعلمات بخالص التحية والتقدير «فأنتم أصحاب رسالة مقدسة تصنع جيلا منتجا مبدعا، وبكم نقدم لوطننا الغالي غدا أفضل ومستقبلا مزدهرا بعقول واعية».
