نشر خبير المياه الدكتور عباس شراقي، منشورًا عبر حسابه الموثق في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان "خزانات السدود الإثيوبية تعاني من زيادة تسرب المياه". وقال شراقي: "أحد المواقع الإثيوبية أدعى أنى وصفت مياه تبريد التوربين رقم 10 بأنها تسريب من جسم السد، وهذا لم يحدث أبدًا لأنه واضح تمامًا خروج المياه من مواسير ومن مبنى الطاقة الذي يضم التوربينات (Power House)، وليس جسم السد، ورديت عليهم بالثلاث لغات عربي وإنجليزى وأمهري، وأعيد نشره هنا مع توضيح ظاهرة تسرب المياه في خزانات السدود الإثيوبية". وأضاف: "توجد تسريبات مائية حول البحيرة وحول جسم السد وليس من السد نفسه من خلال التشققات والفوالق والفراغات، وهذا أمر طبيعي لأي سد في العالم إذا كانت بالنسب القليلة غير المؤثرة، ولكن غير الطبيعي هو أن تكون كميات كبيرة وهذا متوقع في جميع المناطق الإثيوبية وليس منطقة سد النهضة فقط نتيجة وجود الفالق الأعظم على مستوى العالم (الأخدود الأفريقي العظيم) وانتشار الفوالق والتشققات المصاحبة له، وهناك سدود داخل إثيوبيا تفقد كثيرًا من مياهها عن طريق التسرب في باطن الأرض وبعضها يصل إلى المحيط الهندي لعدم انتشار طبقات رسوبية رملية تخزن فيها المياه، بل صخور بركانية بازلتية صماء إلا من التشققات. تشير إحدى الدراسات الإثيوبية على سدود صغيرة في إقليم التيجراي أن 53.3% من السدود تعاني من تسرب المياه، 61% من ترسيب الطمي، 25% من الانهيارات". وأضاف: "تسرب المياه من الخزانات الإثيوبية أشد ضررًا من كميات مياه البخر، مثال بحيرة تانا تمد النيل الأزرق بحوالي 3.7 مليار م3 في حين أن الإيراد السنوي 10 مليار م3، الفاقد 6.3 مليار م3 (60.3%) معظمه نتيجة التسرب". وأوضح: "دراسة التسرب من خزان السدود من أهم الدراسات الجيولوجية الأولية التي تحدد صلاحية إنشاء السد في المنطقة من عدمه، وهذا لم يحدث لسد النهضة لأن المياه المتسربة لا تهم إثيوبيا كثيرًا حيث إنها في جميع الأحوال تخرج من أراضيها، كما أن دراسة مياه التسرب كانت من إحدى الدراسات المكلف بعملها المكتب الفرنسي BRL بجانب عشرات الدراسات الأخرى، إلا أن إثيوبيا عرقلت إجراء أي من هذه الدراسات حتى هذه اللحظة". واختتم: "كمية المياه التي تتسرب هي مياه مصرية-سودانية، وتعتبر من أهم أضرار سد النهضة خاصة في سنوات الملء الأولى حتى تملء الفراغات بالطمى ويقل التسرب".