أصدرت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة، اليوم الثلاثاء، أحد أسرع الأحكام في تاريخ القضاء المصري، بإحالة أوراق المتهم بقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وذلك بعد 8 أيام فقط من ارتكاب الجريمة. ففي 20 يونيو الجاري، شهدت مدينة المنصورة، جريمة بشعة بعدما قام طالب بكلية الآداب بجامعة المنصورة بطعن زميلته "نيرة أشرف" بسكين وذبحها قبل أن يتمكن الأهالي من الإمساك به. بعد ارتكاب المتهم الواقعة جرى القبض عليه مباشرة من قبل أمن جامعة المنصورة، وتسليمه إلى الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الدقهلية، لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتهم بعد تداول مقطع فيديو مقتل "نيرة" على منصات التواصل الاجتماعي، وتحول الواقعة إلى قضية رأي عام. الإحالة للجنايات مباشرة وبعد الواقعة بيومين فقط، أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بإحالة المتهم محمد عادل، إلى محكمة الجنايات، لمعاقبته فيما اتهم به من قتل الطالبة المجني عليها نيرة أشرف، عمدًا مع سبق الإصرار، إذ بيت النية وعقد العزم عل قتلها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدًا إزهاق روحها. جاء قرار الإحالة بعد 48 ساعة من وقوع الحادث، وجرى التنسيق مع محكمة الاستئناف المختصة، وتحددت أولى جلسات المحاكمة يوم الأحد 26 يونيو. ووفق بيان النائب العام، كانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قبل المتهم من شهادة 25 شاهدًا منهم طلاب، وأفراد أمن الجامعة، وعمال بمحلات بمحيط الواقعة، وأكدوا رؤيتهم المتهم حال ارتكابها. كواليس مثيرة بأول جلسة وشهدت أولى جلسات القضية التي نظرت الأحد الماضي، كواليس مثيرة مع ظهور أسرة "نيرة" داخل قاعة المحكمة، ثم اتهام النيابة العامة للمتهم بقتل نيرة مع سبق الإصرار لرفضها الارتباط به. فيما دخل المتهم في نوبة بكاء شديدة خلال سرد تفاصيل قصته مع المجني عليها أمام هيئة المحكمة، حيث اعترف بأنه ارتكب الجريمة بكامل قواه العقلية، لكنه عبر عن ندمه بقتلها، زاعما: "الحب ما فيهوش قتل لكنها استغلتنى وبهدلتنى". وروى المتهم مزاعمة: "ارتبطت بها وكانت تشتكى لى من أسرتها وسجلت ده بالصوت، وبعد فترة من الارتباط اكتشفت أنها "واخدانى" مرحلة وهتسيبنى". فيما طلب محامي قاتل نيرة بعرض المتهم على الطب النفسي قبل أن يصدر قرار المحكمة بتأجيل نظر القضية لجلسة 28 يونيو الجاري. الإحالة للمفتي بعد 8 أيام وبجلسة اليوم قضت هيئة المحكمة جنايات المنصورة بإحالة أوراق المتهم بقتل نيرة أشرف، إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه. وكانت محكمة استئناف المنصورة، أصدرت بيانًا رسميًا بشأن ما جرى الأحد الماضي، خلال محاكمة الطالبة نيرة أشرف التي قتلها زميلها أمام باب جامعة المنصورة. وقال بيان المحكمة: "انعقدت الأحد، محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة لنظر الجناية رقم 11409 لسنة 2022 جنايات قسم أول المنصورة، والمتهم فيها محمد عادل محمد إسماعيل بقتل المجني عليها الطالبة نيرة أشرف وعقب انتهاء جلسة الإجراءات أصدرت المحكمة قرارتها الآتية"؛ أولا: "تأجيل نظر القضية لجلسة يوم الثلاثاء القادم إن شاء الله 28 / 6 / 2022 لسماع مرافعة النيابة العامة والدفاع عن المدعين بالحق المدني والمتهم". ثانيًا: "حظر النشر نهائيا في جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وجميع الصحف والمجلات القومية والحزبية اليومية والأسبوعية المحلية والدولية وغيرها من النشرات أيًا كانت وكذلك المواقع الإلكترونية عدا جلسة النطق بالحكم". من حق المحكمة الفصل بأول جلسة من جانبه قال محمد حامد سالم المحامي بالنقض، إن ما اقترفه المتهم يشكل جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد وفقاً للمواد "230، 231" من قانون العقوبات، بعدما خطط لقتل زميلته "نيرة أشرف"، دون تعاطي ثمة مواد مخدرة. أضاف ل "مصراوي"، أن المتهم قام بشراء السكين لقتل الضحية وأنه لا يعاني من ثمة أمراض نفسية، وأنه كامل قواه العقلية، موضحًا أنه وفقًا للقانون فمن حق الحكمة الحكم من أول جلسة وتوفير ضمانات المتهم. لفت إلى أن المحكمة هي الجهة الوحيدة التي تقرر ما إذا كانت الدعوى صالحة للفصل في أول جلسة أم لا، وأن القانون لم يشترط صدور الحكم في جلسة أو بعد عدة جلسات.
