أكد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي أن منظمات المجتمع المدني تمثل أحد أهم دعائم التقدم في الدول، ويأتي ذلك انطلاقًا من دورها المهم في دعم جهود التنمية والاستقرار بكونها أحد أهم أدوات تعبئة المواطنين للعمل بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة الحكومية المختلفة للوصول لأكبر معدلات الإنجاز المرتقب في الملفات المختلفة وتحقيق حالة من الاستقرار والرفاهية لجميع المواطنين. وذكر التحالف في تقرير اليوم الأحد حول جهوده منذ تأسيسه، أن بناء الجمهورية الجديدة يستند في الأساس على النهج التشاركي وضرورة أن يكون لكل مواطن مصري دور في بناء هذه الجمهورية، لافتًا إلى إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي 2022 عام المجتمع المدني في مصر، حيث كانت دعوته واضحة لمؤسسات المجتمع المدني بمواصلة العمل بجد واجتهاد مع مؤسسات الدولة المصرية؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بكافة المجالات ونشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان، مساهمة في تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري العظيم. وأوضح أن هذه كانت أولى التوصيات التي أقرها الرئيس السيسي في كلمته لختام منتدى شباب العالم بنسخته الرابعة، حيث كلف من خلالها إدارة المنتدى والجهات والمؤسسات المعنية بالدولة بإنشاء منصة حوار وطني فاعلة بين الدولة وشبابها ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية وغيره. وأكد أنه انطلاقًا من هذا التكليف تم توقيع ميثاق شرف ل"التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي" بوجود 24 كيان عضو، ممثلين عن البيانات الأكثر تأثيرًا على الأرض من مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني وبعض الكيانات الخدمية. ولفت إلى أن هذا يمثل محاولة جادة لتحقيق الترابط والتكامل وبناء الثقة بين مؤسسات المجتمع المدني وبين المؤسسات الخدمية من جانب وبين المؤسسات الحكومية من تحقيق أكبر عائد إيجابي يصب في مصلحة المواطن المصري ويعزز من جهود التنمية وخطط تعزيز مظلة الحماية الاجتماعية. وأشار إلى أن جهود منظمات المجتمع المدني - ممثلة في الجمعيات والمؤسسات الأهلية - تمثل خُمس رأس العمل الاجتماعي في مصر وتشكل ثلث مجموع الجهود المبذولة في عملية التنمية الشاملة في مصر. وحول المراحل التجهيزية لميثاق التحالف الوطني للعمل الأهلي، أوضح أنه في فبراير 2022 بدأت الخطوات التنفيذية، حيث تم عقد 5 لقاءات تحضيرية في الغرفة المركزية لحياة كريمة مع ممثلي كبرى منظمات المجتمع المدني والعمل الأهلي لتبادل الرؤى والأفكار، ومن ثم تم وضع مسودة لميثاق شرف التحالف بشكل تشاركي تتوافق عليه جميع الجهات المشاركة. وفي مارس 2022، تم توقيع الوثيقة من قبل 23 جمعية ومؤسسة أهلية ومستشفى، بالإضافة للاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والذي يعتبر- وفقا لقانون العمل الأهلي - قمة هرم العمل التطوعي في مصر حيث يضم في عضويته 20 اتحادًا نوعيًا و27 اتحادًا إقليميًا كممثلين للجمعيات المنتشرة في كل ربوع مصر. ويضم التحالف 24 عضوًا وهم الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، ومؤسسة حياة كريمة، ومؤسسة بيت الزكاة والصدقات المصري، ومؤسسة الجود الخيرية، وجمعية الأورمان، وبنك الطعام المصري، ومؤسسة مصر الخير، ومؤسسة مجدي يعقوب، والمعهد القومي للأورام بكل فروعه، والهيئة القبطية الإنجيلية، ومؤسسة بهية، ومؤسسة أهل مصر، ومؤسسة صناع الحياة، ومؤسسة راعي مصر، وجمعية رسالة، وجمعية الباقيات الصالحات، وجمعية رعاية مرضى الكبد، ومستشفيات جامعة القاهرة، ومؤسسة العربي لتنمية المجتمع، وجمعية الدكتور مصطفى محمود، ومؤسسة صناع الخير، ومؤسسة كير، ومؤسسة عدالة ومساندة، ومؤسسة أبو العينين. وفي أقل من 3 أشهر، منذ إشهار التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وحتى اليوم، تم عقد ما يزيد على 20 اجتماعًا بحضور ومشاركة 300 كيان للتنسيق حول مبادرات الحماية والدعم الاجتماعي المختلفة بشكل تكاملي على غرار تكامل مؤسسات الحكومة في المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، كما زيارة عدد من المحافظات لتفعيل التحالف ومد جسور التعاون مع جميع الشركاء على اختلاف مستوياتهم والعمل بشكل لا مركزي. وحول المبادرات التي نفذها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ذكر التحالف أنه نفذ مبادرة "وصل الخير" خلال شهر رمضان الكريم، حيث نجح التحالف في أول مبادراته خلال الشهر الكريم والتي تمثلت في تعزيز مظلة الحماية الاجتماعية جنبا إلى جنب لجهود الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة لتأمين المواد الغذائية بشكل سريع للمواطنين خلال الشهر الكريم الذي جاء في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية. وتكللت العملية الأولى (وصل الخير1) بتوحيد كامل لكافة جهود أعضاء التحالف ورجال الأعمال لتوزيع المواد الغذائية على الأسر الأكثر احتياجًا مع الوصول للأسر الأكثر فقرًا وكذلك الأكثر تضررًا بالوضع الاقتصادي العالمي الحالي، بالتوازي مع عملية مد التحالف بيانات كافة المستحقين لضمها لقاعدة البيانات الموحدة للمستفيدين، حيث أن عملية تنقيح بيانات المستحقين التي يعمل عليها التحالف منذ بداية عمله، ساهمت في رصد عدد تكرار بعض المنح لبعض المستفيدين ومنعت آلية الحوكمة تكرار حصول بعض الأسر لنفس الخدمات. وبلغت تكلفة المرحلة الأولى من مبادرة (وصل الخير) ملياري جنيه بإجمالي مستفيدين 8 ملايين أسرة، حيث تم توزيع كراتين رمضان وإعانات مادية على 27.5 مليون مستفيد، كما تم توزيع وجبات ساخنة على 10 ملايين مستفيد، وتم توزيع اللحوم على 3 ملايين مستفيد. وبناء على نجاح عملية (وصل الخير 1) للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بدأ أعضاء التحالف في العمل على عملية (وصل الخير 2) والتي تستمر حتى نهاية العام الحالي، وتشمل تقديم خدمات في أكبر قدر من المحافظات وثوافل اجتماعية وصحية وغذائية لتكون الأشمل والأكبر والأكثر تنظيما من نوعها. ويتم توفير موارد هذه العملية من خلال مستويين، الأول يشمل مساهمات المؤسسات الأعضاء في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والتي تقدر بحوالي 5.5 مليار دولار بدءًا من منتصف شهر مايو وحتى نهاية العام، وتنقسم الخدمات التي تقدمها المؤسسات الأعضاء في التحالف للمستحقين إلى مساعدات نقدية ودعم غذائي وخدمات للرعاية الصحية ومشروعات للتمكين الاقتصادي.. ومن المتوقع أن يستفيد حوالي 5 ملايين مستحق من مختلف الخدمات التي تقدمها المؤسسات الأعضاء. أما المستوى الثاني، يشمل مساهمة الدولة في دعم مظلة الحماية الاجتماعية من خلال التحالف، حيث وجه الرئيس السيسي بدعم الدولة للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي حتى نهاية العام بقيمة 9 مليارات جنيه، من خلال ضم المزيد من الأسر المتضررة من الوضع الاقتصادي العالمي تحت مظلة خطة الحماية الاجتماعية للتحالف بالتعاون مع مؤسسات الدولة. ويقوم التحالف حاليا بدراسة سبل تحقيق الاستفادة القصوى من المبلغ الإجمالي بهدف الوصول لكافة المستحقين مع أهمية تحقيق الاستدامة بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية، بالإضافة إلى ذلك يقوم التحالف حاليًا بتوحيد قواعد بيانات الأسر الأكثر احتياجا وعمل آلية لحكومة توزيع الخدمات لضمان وصولها للأسر المستحقة. وفي ضوء توجيهات الرئيس السيسي بأن يكون عام 2022 عامًا للمجتمع المدني ودعوته جميع الأجهزة المعنية ومؤسسات المجتمع المدني لإطلاق منصة حوار من خلال التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ووزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي لحقوق الإنسان لتقديم الدعم للعمل الأهلي والمجتمعي واقترح التعديلات التشريعية اللازمة لتسهيل العمل المجتمعي بما يخدم أهداف الدولة في تحقيق التنمية المستدامة. ويقوم التحالف الوطني بالمشاركة في الحوار الوطني مع الأكاديمية الوطنية للتدريب، ويعد هذا الحوار ذو أهمية بالغة لتحقيق المصالح التنموية والاجتماعية للمواطنين وحقوقهم وأيضا لضمان الوصول لآلية تسهل عمل مؤسسات المجتمع المدني بكافة أشكالها وتذليل المصاعب بعملهم لتعزيز دورهم الوطني. يذكر أن الحوار الوطني يعززه المحور الاجتماعي لما للمجتمع المدني المصري من دور مهم في خارطة التنمية خاصة في ضوء إعلان الرئيس السيسي عام 2022 عاما للمجتمع المدني مما يحفز كافة شركاء التنمية على المضي قدما في خطة موحدة لخدمة الوطن. ويعمل الحوار المجتمعي على طرح رؤى تنموية متكاملة بهدف الوصول إلى مشتركات وطنية وعامة تؤسس لفكرة الجمهورية الجديدة، وعلى قاعدة الدولة الوطنية المصرية وتعزيز سبل توحيد الجهود التنموية.
