يحبس العالم أنفاسه مترقبا حركة صاروخ الصين الخارج عن السيطرة، فيما تزايدت التكهنات، في الساعات الأخيرة، حول موعد ومكان سقوط الصاروخ على الأرض. وخرج الصاروخ لونج مارش 5 بي عن السيطرة بعد إطلاقه الوحدة "تيانخه" (تناغم السماوات)، يوم الخميس الماضي والتي يبلغ وزنها 22.5 طنًا متريًا، وهي في مدارها الصحيح بعد فصلها كما هو مخطط لها عن المرحلة الأساسية للصاروخ. وهذه الوحدة واحدة من ثلاثة مكونات رئيسية لما ستصبح أول محطة فضائية تطورها الصين لتنافس المحطة الفضائية الدولية، وهي المحطة الوحيدة العاملة حاليا في مدار حول الأرض. ويعود الصاروخ الصيني "بشكل غير متوقع" إلى غلافنا الجوي، ويدور حول الأرض كل 90 دقيقة، وهي سرعة كبيرة تجعل من المستحيل التكهن بمكان سقوط الصاروخ بالتحديد إلا عند وصوله الغلاف الجوي للأرض، أو قبل ساعات من دخوله. خريطة تتبع لحظي وفي حين لا يمكن التكهن بمكان السقوط، يوفر موقع orbit.ing-now.com خدمة التتبع اللحظي لمسار الصاروخ الصيني الذي يحمل اسم CZ-5B. يمكنك متابعة مسار الصاروخ الصيني لحظيا عبر الضغط هنا كما تظهر على الخريطة الوحدة "تيانخه" (تناغم السماوات) TIANHE / 48274، والتي يظهر أنها تدور في مسارها المحدد سلفا بشكل صحيح، ما يعني نجاح مهمة الصاروخ الجانح. ويمكنك تتبع مسار الصاروخ والوحدة تيانخه على خرائط جوجل، ومعرفة المزيد من المعلومات اللحظية عن تحركاتهما، ومساريهما الطبيعيين، عبر هذا الرابط: اضغط هنا التكهن مستحيل يقول جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن تحديد المكان الذي يمكن أن يتجه فيه الحطام يكاد يكون مستحيلًا في هذه المرحلة بسبب السرعة التي يتحرك بها الصاروخ - حتى مع التغييرات الطفيفة في الظروف التي تغير المسار بشكل جذري. وأكد: "نتوقع إعادة دخول الصاروخ في وقت ما بين الثامن والعاشر من مايو. وفي فترة اليومين هذه، يدور حول الأرض 30 مرة. لذا يجب ألا تصدق أي شخص يقول لك أنه يعرف مكان سقوط الصاروخ.. لا تصدقهم قبل بضع ساعات على الأقل من إعادة الدخول لأننا لن نعرف مسبقًا." لكنه راهن في الوقت ذاته سقوط الصاروخ في المحيط الهادئ، قائلاً "المحيط هو الرهان الأكثر أمانًا على مكان سقوط الحطام، لمجرد أنه يشغل معظم سطح الأرض، إذا كنت تريد أن تراهن على المكان الذي سيهبط فيه شيء ما على الأرض، فأنت تراهن على المحيط الهادئ، لأن المحيط الهادئ هو الجزء الأكبر من الأرض. الأمر بهذه البساطة". نطاق الحركة الحالي.. الوطن العربي ليس بعيدا ورغم صعوبة التكهن بمكان سقوط الصاروخ الصيني، إلا أن نطاق حركة المسار تحدد خارطة بالأماكن المحتملة. يقول المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن جسم الصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبًا، وبالتالي فإن تغيير بضع دقائق فقط في وقت العودة سيجعل نقطة عودته على بعد آلاف الكيلومترات، إضافة أن الميل المداري للجسم يبلغ 41.5 درجة ما يعني أنه "يمر قليلاً إلى الشمال أبعد من نيويورك ومدريد وبكين وإلى أقصى الجنوب حتى جنوبتشيلي وويلينجتون بنيوزيلندا والوطن العربي ضمن ذلك النطاق، ويمكنه أن يسقط في أي نقطة داخل هذه المنطقة". ويقول خبراء إن هناك أجزاء من الصاروخ سوف تحترق أثناء عودته، في حين أن بعض المواد المكون منها الصاروخ مقاومة للحرارة، مثل خزانات الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم. وأضافوا أن أي حطام لم يحترق عند عودة الصاروخ من المحتمل أن يشكل خطرا على الأشخاص والممتلكات.
