اعتبر محمد شاكر عباس نفسه محظوظًا، إذ دفعه القدر للجلوس في العربات الأمامية من القطار 157، لم يصله الأذى لكن ما إن نزل منالعربة ومسه الوجع مما رآه، لكن ما زاده حين اكتشف عن طريق الصدفة أن ابن عمه هشام كان في العربة الأخيرة من القطار نفسه من مدينة مراغة تحرك محمد بينما ابن عمه هشام استقل القطار من نجع حمادي "مكنوش يعرفوا إنهم في نفس القطر".يقول هاني شاكرشقيق الأول. حين نزل محمد من العربة ورأى الحادث أسرع بمكالمة أسرته لطمأنتهم بأنه بعيدًا عما جرى "قولناله ابن عمه هشام كان في نفس القطر.. دور عليه". بين المصابين والجثامين أخذ يبحث الشاب صاحب الواحد وعشرين عامًا عن ابن عمه "لحد ما انتشر اسماء المصابين على النت.. كان منبينهم هشام". توجه محمد للاطمئنان على ابن عمه، كانت الإصابات قوية، إذ تسببت في كدمات بالوجه والظهر والجسد، وتمزق في الحوض والذراعالأيسر، كما يقول مرافقه هاني في مستشفى طهطا العام في سوهاج. لم يقوَ محمد على تحمل الحادث، اطمئن على ابن عمه ثم هّم بالرحيل أمس الجمعة "مكنش قادر يستوعب اللي حصل إنه نجا وإن ابن عمناكان معاه في الحادثة الصعبة دي.. روّح البيت ساعتها مش عارف ينام". تخرج الكلمات ببطء من فم هشام، صاحب الثمانية عشر عامًا، لا يذكر سوى حجزه لتذكرة قطر عودة إلى المنزل بسعر 17 جنيهًا، ثم شعورهبشيء قوي يخترق جسده ويكوره ثم غياب تام عن الوعي. داخل غرفة هشام في الطابق الأول بمستشفى طهطا العام، تجلس والدته في سرير أمامه بينما والده وابن عمه هاني على يمينه.. تحاولالممرضة تغيير أضمدة الجرح من وجهه، فتتمتم الأم "عيني عليك يا صغيري.. محدش يرضى عياله تتبهدل كدة".