ينتظر الملياردير وارن بافيت، رئيس مؤسسة بيركشاير هاثاواي، لسنوات حتى يقتنص الفرصة لشراء أسهم الشركات الأكثر جاذبية، لكن على ما يبدو أنه غير مقتنع أنه خلال الربع الأول من العام الجاري كانت تلك الفرصة سانحة، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج. ويعرف بافيت باستثماراته المتوسعة في شركات عدة، ودائما يقتنص الاستثمارات عالية العائد مثل الاستحواذات وشراء الأسهم لسنوات. ومنذ بداية جائحة فيروس كورونا حول العالم تهاوت الأسواق العالمية وتضررت أرباح شركات كبرى عديدة حول العالم، جراء إغلاق الاقتصاد العالمي. وأعلنت مؤسسة بيركشاير هاثاواي أمس خسائر قياسية في الربع الأول بلغت 49.75 مليار دولار، وهو مايعكس خسائر ضخمة غير محققة على حيازات الأسهم العادية مثلBank of America Corp (BAC.N) و Apple Inc (AAPL.O) خلال انهيار السوق. وتشير بيانات مؤسسة بيركشاير هاثاواي أنها احتفظت برقم قياسي من النقدية بلغ 137 مليار دولار في نهاية مارس. وقالت المؤسسة إن هذا الرقم ارتفع أكثر من ذلك حيث باعت أكثر من 6 مليارات دولار من الأسهم في أبريل، مما جعل بافيت بائعًا صافيا للأسهم حتى الآن هذا العام، وفقًا لوكالة بلومبرج. وبحسب الوكالة فإن هذا على النقيض من الأزمة المالية في عام 2008، عندما تراجعت احتياطات شركته النقدية الهائلة عبر شرائه على أسهم مفضلة مربحة وإنقاذ شركات تتأرجح على حافة الانهيار. وعن سبب عدم قيامه بأي استثمارات كبيرة قال بافيت "نحن لا نرى أي شيء جذاب". وأعلن بافيت، أمس في الاجتماع السنوي، إن مؤسسة بيركشاير هاثاواي، باعت حصصها بالكامل في أكبر أربع شركات طيران أمريكية. وحتى نهاية 2019 كانت المؤسسة تملك حصصا كبيرة في شركات الطيران، بما في ذلك حصة 11% في دلتا إيرلاينز و10% في أمريكان إيرلاينز وحوالي 10% في ساوث ويست إيرلاينز و9% في يونايتد إيرلاينز، وذلك حسبما جاء في تقريرها السنوي وتقارير الإفصاح الخاصة بها. وقال بافيت "اتخذنا هذا القرار فيما يتعلق بشركات الطيران. سحبنا الأموال بشكل أساسي حتى مع تكبد خسارة كبيرة... لن نمول شركة نعتقد أنها ستلتهم الأموال في المستقبل". ومنذ بداية جائحة فيروس كورونا توقفت حركة الطيران في أغلب دول العالم، مما تسبب في خسائر فادحة لشركات الطيران. أثر غير عادي وقال بافيت خلال اجتماع الشركة أمس إن الأثر المحتمل لكورونا، له نطاق واسع بشكل غير عادي. لكنه أبدى تفاؤله وقال إن الولاياتالمتحدة ستتغلب عليه بنجاح، ضاربًا المثل بخروجها من الأزمات مثل الحرب العالمية الثانية ووباءالإنفلونزا قبل قرن من الزمان. "هذه تجربة رائعة.. ما زلت مقتنعًا.. بأن لا شيء يمكن أن يوقف أمريكا"، بحسب بافيت.
