"من جوانتي في اليد إلى كمامة على الوجه.. ومن أكواب كارتونية إلى أطباق الفوم"، ترك فيروس كورونا المستجد بصمته على المقاهي الشعبية والمطاعم بعد قرارات مكافحة الفيروس التي دخلت حيز التنفيذ، ومنها "منع الشيشة وإغلاق المقاهي من السابعة مساءً حتى السادسة صباحًا". دفعت أزمة انتشار الفيروس أصحاب المقاهي إلى شراء الأكواب الكارتونية لطمأنة الزبائن الذين يخشون انتقال العدوى من الأكواب الزجاجية، وهو ما انعكس إيجابًا على محال بيع الأكواب التي يرون في الأزمة مصدر رزق مضاعف لهم، جنبا إلى جنب مع محال بيع أطباق الفوم التي يستخدمها عدد من المطاعم. عدد المصابين بفيروس كورونا في مصر وصل إلى 210 مصابًا و6 وفيات حتى اليوم. وسبق ذلك إجراءات حكومية، مثل منح الطلاب إجازة لمدة أسبوعين، ووقف حركة الطيران، وإلغاء التجمعات، ومنع الشيشة في المقاهي. أخبار الفيروس وإجراءات المكافحة هذه؛ أقلقت فؤاد محمود، الذي اعتاد الجلوس على مقهى شعبي في حي شبرا أغلب الأوقات، وهو ما أجبره على النزول بكوب من منزله، حتى أخبره عامل المقهى باستبداله الأكواب الزجاجية بأخرى كارتونية: "أنضف وأحسن، هو زود سعر الكوباية نص جنيه بس مش مشكلة لما أشرب في حاجة مرة واحدة وتترمي أحسن ما أشرب فيها وغيري 100 مرة زي الزجاج"، يحكي فؤاد، وهو يمسك كوب شاي بيديه، بينما كان القهوجي يخرج مزيدا من الأكواب لاستخدامها. بالقرب من المقهى جلس سيد فادي، داخل محله المخصص لبيع الأدوات البلاستيك بالجملة، يُنظم بضاعته، ورغم مبيعات أطباق الفوم التي يعتبرها مُربحة دائمًا، إلا أنها لا تُقارن بالأكواب الكارتون التي تضاعفت مبيعاتها: "الأفراح ودور المناسبات والمطاعم بتاخدها، مؤخرًا في بتوع الفول وأكل الشارع بقوا يستعملوها، لكن الكوبايات اللي الطلب عليها زاد جدا من ساعة كورونا". وبينما يحكي صاحب المحل، وصل أحد المواطنين الذي طلب 100 طبق صغير الحجم ليستخدمها في فرشه المخصص لبيع الحلويات، وعندما أخبره أن الأسعار قد ترتفع ، قال الشاب "إن ذلك استغلال لظروف الناس"، ومضى. بحسب سيد بائع الأطباق البلاستيك، فإنها تُباع بحسب حجمها، ويطلق الباعة على الطبق الكبير الذي يحمل موادا غذائية تصل إلى كيلو ب240 ل1000 طبق، والنصف كيلو ب170 جنيها ل1000 طبق، وربع الكيلو ب120 جنيهًا ل1000 طبق، بينما أقل حجم، وهو الأكثر استهلاكا يصل ال1000 طبق إلى 90 جنيهًا، وهي أسعار قابلة للزيادة في القريب بحكم الإقبال الزائد عليها، لكن أسعار الأكواب ستكون الأكثر عرضة للزيادة بشكل سريع خلال الفترة الحالية لزيادة الطلب عليها. للأكواب الكارتونية أسعار مختلفة وفقا لسعتها: "في كوبايات القهوة وفي الشاي ال5 و7 و9 أونز وفي 12 كمان بس دي كبيرة أوي"، قالها أحد باعة المواد البلاستيكية بشبرا، وهو يعرض أنواعها وأسعارها المختلفة، ولأنه بائع جملة فالأسعار لديه مختلفة عن باعة القطاعي. ويبدأ البيع بالجميلة من العدد 1000 كوب، وتصل أكواب الشاي أو المشروبات الدافئة عموما إلى 255 جنيها للألف كوب، و145 جنيه للأكواب التي تستخدم لشرب القهوة، وتزيد الأسعار قليلا في حال بيعها بالقطاعي. كان المحل الذي يقع ضمن نطاق عدد من المقاهي يبيع في اليوم 5 كراتين من تلك الأكواب بواقع 5 آلاف كوب، وذلك لأنه محل جملة، ويصل إليه عدد كبير من محال القطاعي، لكنه خلال تلك الفترة يبيع 12 كارتونة يوميا. المقاس الأكثر مبيعا هو 9 أونز، وكانت تلك الأكواب قد ظهرت قديما إلا أنها لم تنتشر بشكل كبير سوى من نحو 5 سنوات وفقا لعماد ربيع الذي يعمل في بيع الأطباق والأكواب منذ عام 1992، لكنها خلال تلك الفترة ولاعتماد أصحاب المقاهي والكافيهات عليها بنسبة أكبر خشية العدوى من فيروس كورونا المستجد، سواء في المناطق الراقية أو الشعبية: "وده هيخلي السحب يزيد، وإنتاج الشركات يزيد منها برضه، لكن الأسعار هتتغير غالبا بشكل سريع".