افتتح وزير الآثار، صباح اليوم الجمعة، هرم اللاهون الخاص بالملك سنوسرت الثاني، لأول مرة منذ اكتشافه بمحافظة الفيوم، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه. حضر الافتتاح اللواء عصام سعد محافظ الفيوم، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس وعد أبوالعلا رئيس قطاع المشروعات، وأعضاء بمجلس النواب وعدد من قيادات الوزارة. وقال وزير الآثار، إن الوزارة نجحت في فترة قصيرة من إنجاز مشروعين بمحافظة الفيوم، وهما افتتاح هرم اللاهون، ومسجد خوند أصلباى، مشيدًا بتكاتف جميع الجهات المعنية مع وزارة الآثار ومنها محافظة الفيوم، للارتقاء بجميع المناطق الأثرية والمزارات الهامة بالمحافظة. وأشار إلى أن أعمال ترميم الهرم تمت بواسطة قطاع المشروعات بالوزارة، وشملت رفع الرديم الموجود داخل الممرات وحجرة الدفن، ووضع سلم في البئر الرئيسي به، وشبكة للإضاءة، كما تم تقوية وتدعيم لبعض حجراته، إضافة إلى إعادة تركيب الأحجار المتساقطة بالصالة والممر السابقين لغرفة الدفن، وإعادة الكساء الحجري على ما كان عليه من قبل، وترميم بعض البلاطات الحجرية بالأرضية والتي كانت في غير موضعها. إضافة لوضع لوحات إرشادية جديدة. من جانبه قال الدكتور مصطفى وزيري، إن المقبرة هي نموذج فريد للمقابر الصخرية الموجودة في المنطقة وهي خالية تمامًا من النقوش ذات سقف شبه مقبي، وصالة طولية وثلاثة مقاصير مستطيلة الشكل. وأشار إلى أن المقبرة كانت شبة ممتلئة بالرديم الذي تم رفع كميات كبيرة منه حيث عثر بداخله على كسرات من الفخار وأجزاء من توابيت خشبية وبقايا كرتوناچ ترجع إلى مختلف العصور. وأوضح "وزيري"، أنه خلال أعمال الحفائر اتضح أن هذه المقبرة أعيد استخدامها في عصور لاحقه، كما تم العثور بداخلها على عدد من أوجه توابيت خشبية متنوعة لرجال ونساء وأطفال، منها ما هو في حالة سيئة من الصنع والآخر على درجة عالية من الدقة في إظهار ملامح الوجة، وبعضها ملون، واصفا تلك الأوجه بأنها قطع فنية تبرز دقة وحرفية فن النحت عند المصري القديم. وكشفت البعثة أيضا عن تمثال خشبى، وبعض التمائم من الفيانس الأزرق لمعبودات مختلفة، ومجموعة من الأواني الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام، وكسرات من العظام الآدمية المتهالكة، وأجزاء من خشب التوابيت، وبقايا عدد اثنين كرتوناج عليها صور لمعبودات مختلفة وبعض الكتابات الهيروغليفية. كما كشفت عن صندوق خشبي به مجموعة كاملة من تماثيل الأوشابتى المصنوعة من الطين. وأشار إلى أنه بعد رفع الرديم من الفناء الأمامي للمقبرة، عثرت البعثة على أجزاء من الكرتوناج عليها صور لمعبودات بألوان زاهية، وفردة حذاء لطفلة مصنوع من جلد الماعز، وقطعة من الفيانس عليها خرطوش للملك أوسركون الأول من الأسرة 22. وتابع :"هرم اللاهون هو أضخم بناء من الطوب اللبن، ويتميز بأن نواته الداخلية كلها عبارة عن كتلة من الصخر الطبيعى بارتفاع 12م، وأقيم فوق هذه الربوة الهرم نفسه من الطوب اللبن ثم تم كساء البناء الخارجى بالحجر الجيرى". وقال: "يبلغ ارتفاع الهرم 48م، وطول قاعدته 106م. ولا يقع مدخل الهرم في الناحية الشمالية كما هو معتاد في الأهرام، بل لجأ المهندس الذى صممه إلى أسلوب جديد يخفي من خلاله الممر المؤدي إلى حجرة الدفن وذلك بحفر بئرين عمودين خارج الهرم نفسه من الجنوب الشرقى أسفل أحد المقابر". وأضاف أنه يرجح أن يكون مهندس الهرم قد لجأ إلى هذه الحيلة كمحاولة لتضليل اللصوص وعدم تمكينهم من الوصول لحجرة الدفن، وعلى الرغم من ذلك تمت سرقة محتويات حجرة الدفن.