صدرت محكمة تركية حكما بالسجن المؤبد على 151 شخصًا، من بينهم مسؤولون عسكريون سابقون كبار، في واحدة من أكبر المحاكمات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية. وأفادت الوكالة أن وقائع المحاكمة، التي شملت 224 مشتبها بهم، وبدأت منذ عام 2017، قد جرت في محكمة بسجن سينكان بأنقرة. ووفقا للأناضول، تم الحكم على 17 من بين 151 بالسجن لمدة 141 عاما، من بينهم قائد سلاح الجو السابق أكين أوزتورك. ويعد الأشخاص السبعة عشرة المسجونين أعضاء ب "مجلس السلم في الداخل" الذي تثور مزاعم بقيامه بالتنسيق بين الجنود. وتم اتهام أوزتورك بقيادة ذلك المجلس. وتعتبر الأحكام المشددة بالسجن مدى الحياة هي أقسى عقوبة في تركيا منذ أن ألغت عقوبة الإعدام في عام 2002، حيث لا توجد أي فرصة للإفراج المشروط. وأصدرت المحكمة عقوبات بالسجن مدى الحياة على 111 متهما. بالإضافة إلى ذلك، تلقى 23 عقوبة بالسجن المؤبد، وفقا للأناضول. وتتهم الحكومة التركية رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة، فتح الله جولن، بالتخطيط للمحاولة الانقلابية. وكان المساعد السابق للرئيس رجب طيب أردوغان الكولونيل على يازيتشي من بين الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد. وتضم لائحة الاتهام، المؤلفة من 2581 صفحة، التهم الموجهة للمشتبه بهم، والتي تشمل انتهاك الدستور، ومحاولة الإطاحة بالحكومة، وقتل 251 مواطنا، بحسب "الاناضول". وقال وزير العدل عبد الحميد جول للصحفيين في أنقرة: "نحن مدينون بتحقيق العدالة (للشعب). لقد تم تحقيقها" مضيفا أن الحكومة ترحب بهذه النتيجة. وقال إنه "لن ينجح أحد على الإطلاق في إلغاء الديمقراطية في تركيا. لن يتمكن أحد أبدا من إلغاء إرادة الشعب". وقالت الأناضول إنه تمت تبرئة 33 مشتبها بهم، وأشارت إلى أن من بين المتهمين، 176 رهن الاعتقال ، بينما تم الحكم على 35 غيابيا، بينما هناك 13 فارين من وجه العدالة، وقالت إن محاكمتهم سوف تتواصل على نحو منفصل. ولم يتسن الحصول على معلومات إضافية بشأن ما إذا كان جميع المتهمين ال 151 الذين صدرت بحقهم أحكام اليوم الخميس يقبعون بالفعل خلف القضبان. وكانت هناك إجراءات أمنية مشددة خارج قاعة المحكمة، مع تحليق طائرات بدون طيار فوق المنطقة. وفي أبريل، أعلن أردوغان أن هناك أكثر من 20 ألف معتقل في السجون التركية متهمون بالارتباط بمحاولة الانقلاب. وقال إنه تمت إقالة أكثر من 31 ألف شخص من الشرطة و15 ألفا من الجيش و4 آلاف من القضاء في أعقاب محاولة الانقلاب. وينفى جولين أي دور له في الانقلاب الفاشل الذي أسفر عن مقتل 251 شخصا وإصابة أكثر من ألفين آخرين.
