قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) استخدام تقنية التحكيم بالفيديو بمونديال روسيا، اثر موافقة المجلس الدولي للعبة بالإجماع على استخدامها خلال اجتماعه بمارس الماضى بمدينة زيوريخ السويسرية. ولم يسمح الإتحاد الدولي باستخدام التقنية فى جميع الحالات التحكيمية بل اقتصرت على اربعة حالات وهي : الأهداف وركلات الجزاء والبطاقات الحمراء المباشرة وأخطاء تحديد هوية اللاعب المعاقب. وقال مسئول الابتكار التكنولوجي في كرة القدم في الفيفا، يوهانيس أولتسمولر للموقع الرسمي للفيفا عن التقنية " فكرتنا هي أنه بعد أن يأخذ حكم الساحة القرار النهائي، ستبث في الاستاد الإعادة التي اعتمد عليها قرار كل من الحكم الرئيسي وحكم الفيديو". ووفقا للبروتوكول المعمول به من قبل المجلس الدولي لكرة القدم والذي أقره فى مارس الماضى فأن القرار الأخير يبقي للحكم الرئيسي ويمكنه اللجوء لتقنية الفيديو فقط كي يطلب توضيحا في حالة حدث شئ في أرضية الملعب ولم يتمكن هو من تقييمه. ويتواصل حكام الفيديو مع حكم الساحة بخصوص أي قرار خاطئ من جانبه ويؤكدونه عبر إعادة اللعبة التي يشاهدها بنفسه على إحدى الشاشات الموجودة خصيصا بأحد جانبي الملعب ليتأخذ القرار النهائى . وتعتمد تقنية الفيديو على عنصرين أساسيين، حكام أهلهم الفيفا لمتابعة المباراة عبر شاشات التليفزيون وبجانبهم مساعد للحكم خارج أرض الملعب، حيث يجلسون جميعا في غرفة مخصصة لذلك. ومن الضروري من أجل استخدام تقنية الفيديو أن يخضع الحكام للتأهيل، والذي يتضمن اجتياز عدد من الحالات التحكيمية المعدة على شكل محاكاة، بالإضافة لاختبار وخوض مباريات ودية. العنصر الثاني، دعم تكنولوجي ، الذى يشترط فيه المجلس الدوالي أن يكون مقدماً من شركات معتمدة وهي التي توفر بث للمباريات وتسجيلها باستخدام 35 كاميرا في أماكن مختلفة من الملعب ويتحكم بها فنيين متخصصين. ويوفر هؤلاء الفنيون إعادات بأفضل جودة ممكنة، حين يطلب حكام الفيديو مراجعة حالة ما، حيث يشير الحكام إلى الحالات التي يريدون مراجعتها. واستخدمت التقنية قارياً فى افريقيا لأول مرة بنهائى النسخة الماضية من بطولة دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والترجي واثار عاصفة من الجدل. وأقام الكاف فى ال 24 من أكتوبر الماضى ولمدة خمسة أيام دورة تدريبة لستة من حكام النخبة لتدريبهم على استخدام التقنية . الكاف أعد غرفة مركزية لمساعدة حكم الساحة ولكن هذه الغرفة اعتمدت على البث الحي للمباريات مع عدم دعم تكنولوجي بزاوية توضيحية تمكن الحكم من أداء مهمته دون وجود الشركات التي توفر بث للمباريات وتسجيلها باستخدام 35 كاميرا في أماكن مختلفة من الملعب ويتحكم بها فنيين متخصصين. وأعاد غياب الدعم التكنولوجي الكرة إلى الملعب البشري مرة أخري بتمسك كل حكم (ساحة وفيديو) بوجهة نظره ليكون القرار مرة أخري فى يد حكم الساحة وهو ما تسبب فى الجدل واستغراق وقت كبير فى مشاهدة الألعاب المثيرة للجدل. وفي شهر ديسمبر الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن بدء تطبيق تقنية الفيديو "VAR" في مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بدءًا من دور الستة عشر . السلوفيني ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال عقب الإعلان عن القرار: "يويفا جاهز لتطبيق تقنية الفار، وتعميمها في بطولاته، ونحن مقتنعون بأن هذه التقنية ستكون مفيدة وسينعكس تطبيقها بالإيجاب على جميع مسابقات اليويفا، نظرا لأنها ستقدم فائدة كبيرة للحكام وستقلل من القرارات الخاطئة التي يتم تطبيقها في بعض المباريات". وشهدت بالفعل جولات دور ال16 للبطولة القارية تواجد التقنية بداية من الثلاثاء الماضى في مباراتي باريس سان جيرمان ضد مانشستر يونايتد، وروما وبورتو ثم في مباراتي أمس الأربعاء بين (ريال مدريد وآياكس امستردام)، و(توتنهام وبورسيا دورتموند). تقنية الفيديو لعبت دورًا فعالًا في مباراة ريال مدريد وأياكس امستردام حيث ألغى الVAR هدف للفريق الهولندي بداعي التسلل. أياكس سجل هدفاً عن طريق نيكولاس تاجليافيكو وبعد انتهاء الاحتفالات تدخل الحكم وأشار إلى الفيديو للذهاب لمشاهدة اللعبة مجددًا، وبعدها قام بإلغاء هدف الفريق الهولندي في لقطة تاريخية في المسابقة الأوروبية. وفي تصريحات للخبير التحكيمي أندوخار أوليفر نقلتها ماركا الإسبانية أكد أن الهدف الذي سجله نيكولاس لصالح أياكس، وألغاه حكم المباراة بعد الرجوع إلى تقنية حكم الفيديو المساعد كان هدفًا صحيحًا، معللًا أن تاديتش لم يكن متداخلًا في الكرة مع تيبو كورتوا أثناء التعامل مع الكرة وهو ما يعني صحة الهدف تمامًا. وما بين مؤيد ومعارض فتطبيق التقنية مازال بحاجة لبعض التعديلات إما على الحالات التي يتم اللجوء فيها لاستخدام الVAR أو تدريب الحكام بشكل أكبر ما يساعدهم على اكتساب الخبرات وتقدير المواقف بشكل جيد.