قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها،اليوم الثلاثاء، إن "الدخان الأسود الذي ارتفع فوق غزة أمس، وعدد الضحايا الذي ارتفع ساعة تلو الأخرى لم يزعج الاحتفالات بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، مما يسلط الضوء على المعاملة الإسرائيلية الوحشية للفلسطينيين بشكل عام والغزيين بشكل خاص". وأضافت في افتتاحيتها، التي جاءت بعنوان "أوقفوا حمام الدم": "إن الغطرسة التي استحوذت على النظام السياسي الإسرائيلي، عززها الرئيس الأمريكي المتعاطف الذي استجاب لكل نزوات رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يرفض التفكير في السلام". وأكملت: "يبقى أن نأمل أن يبذل جنود جيش الاحتلال اليوم، على الأقل، يوم النكبة، تتويجًا لمسيرة العودة الفلسطينية، قصارى جهدهم لمنع المزيد من عمليات القتل الجماعي". وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل "تتحمل المسؤولية، على الرغم من أنها ليست حصرية، لكارثة غزة، إلا إن الانسحاب عام 2005 لم يعفِ إسرائيل من مسؤوليتها، وبالتأكيد ما زالت تخنق غزة من خلال الحصار". واعتبرت أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أن يدرس بجدية استعداد حماس للتفاوض على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل، وأن يعلن عن خطوات لخفض الحصار بشكل كبير والسماح للجرحى الجرحى بتلقي العلاج في إسرائيل". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قرار نقل سفارة بلاده للقدس المُحتلة، في ديسمبر الماضي، مما اثار موجه من الاحتجاجات والغضب في العالم أسره. إلا ان تنفيذ القرار تم تطبيقه أمس الاثنين، في ذكرى النكبة الفلسطينية السبعين، لتصبح النكبة "نكبتين" جديدتين؛ الأولى في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والثانية استشهاد عشرات الفلسطينيين وجرح الآلاف على الحدود مع قطاع غزة. واستنكرت دول غربية وعربية التصعيد الإسرائيلي الذي يشهده القطاع والذي أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى، بينما أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الاثنين، تنكيس الأعلام لمدة 3 أيام والإضراب العام في الأراضي الفلسطينية، الثلاثاء، حدادا على مقتل عشرات الفلسطينيين. وعادة ما ينظم الفلسطينيون، في ذكرى النكبة، فعاليات وتظاهرات في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وفي كل أنحاء العالم، وتتحول هذه الفعاليات، في بعض الأحيان، إلى اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الدفاع الإسرائيلية في الضفة الغربية والقطاع.
