فوق ربوة ترتفع إلى 15 مترا عن منطقة ينحني عندها نهر النيل العظيم في شكل ساحر جذاب، في حضن معبد كوم أمبو بأسوان، والذي تقول المعتقدات الفرعونية القديمة إنه خصص لعبادة "سوبك" الذي كان يرمز له بالتمساح، يقع متحف التمساح. ويعد متحف التمساح أكبر متحف عالمي يخص حيوان واحد فقط ويحتوي على تماسيح محنطة من أيام الفراعنة، وبحسب الدكتور عبدالمنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة، فإن المتحف يضم 22 تمساحا من 50 تمساحا سبق العثور عليها بالمنطقة القريبة من معبد كوم أمبو، وهي تمثل مختلف الأعمار؛ ويتم عرض تماسيح في المرحلة الجنينية وتماسيح صغيرة وتماسيح كبيرة مختلفة الأطوال تصل إلى نحو 5.5 متر، بجانب 8 تماسيح في توابيت ولفائف الدفن. وأضاف سعيد، أن متحف التمساح هو ثالث متحف موقعي في مصر، بعد متحف أمنحتب بسقارة، الذي يعرض العمارة المصرية، وآثار سقارة ومتحف مرنبتاح بجوار معبده في منطقة القرنة في الأقصر الذي يعرض القطع الأثرية ذات الأهمية التي تخص معبد الملك مرنبتاح ابن رمسيس الثاني. وقالت أمل عبدالله مديرة متحف التمساح أن المتحف يحتوي على 74 قطعة منها 22 تمساحا وضعت في أضخم فاترينة تجمع تماسيح في مكان واحد بالعالم، وروعي في تصميم وطريقة عرضها أن تبدو كما لو كانت تميل على الرمال كأنها متجهة لتقترب من شاطئ النيل على ضوء القمر، وذلك باستخدام وحدات إضاءة صناعية توحي بهذا الجو الأسطوري، بالإضافة إلى مقبرة للتماسيح توضح كيف كانت تدفن في مدافن من الطمي الجاف، وعدد من القطع الأثرية المرتبطة بالتماسيح وتقديم النذور والقرابين للآلهة. وأضافت "عبدالله" أن المتحف يفتح أبوابه يوميا لاستقبال الزوار من السابعة صباحا وحتى الثامنة مساءً وهي نفس مواعيد عمل معبد كوم أمبو وتتم الزيارة بتذكرة واحدة للمعبد والمتحف وقيمتها 80 جنيها للسائح الأجنبي و10 جنيهات للزائر المصري وبلغ عدد زوار المتحف منذ افتتاحه في 31 يناير 2012 وحتى اليوم أكثر من 250 ألف سائح. وأكمل خالد شوقي كبير مفتشي الآثار بكوم أمبو، أن سيناريو العرض المتحفي يستعرض كيفية تحنيط التماسيح من خلال خمس مومياوات، توضح مراحل التحنيط وطريقته، وكيف كانت العملية تجرى بالدقة المعتمدة نفسها عند تحنيط الملوك والأفراد. بالإضافة إلى عرض المحفة، وهي عبارة عن ترابيزة من الخشب يوضع عليها التماسيح المحنطة ويقدم لها القرابين وتوجد داخل المقبرة كمقصورة خشبية. ويظل متحف التمساح بكوم أمبو رمزا لتجسيد علاقة المصري القديم بالتمساح والتي وصلت إلى درجة العبادة وإضافة قوية للمنتج السياحي المصري.
