قال الدكتور خالد العناني وزير الآثار، إن تطوير مدينة رشيد لوضعها على خريطة السياحة العالمية يعد مشروعًا ضخمًا تتضافر فيه جميع جهات الدولة، لافتا إلى أن رشيد جديرة بالاستثمار لأنها تعد ثاني أكبر تجمع يضم آثار إسلاميه بعد القاهرة. وأضاف وزير الآثار- في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن اللجنة العليا لتطوير مدينة رشيد، والمشكلة بقرار رئيس مجلس الوزراء تنفيذا لتكليفات رئيس الجمهورية، لتطوير وتنمية مدينة رشيد خلال ثلاث سنوات، برئاسة وزير الآثار وعضوية محافظ البحيرة المهندسة نادية عبده وممثلي الوزارات المعنية من الإسكان والأوقاف والبيئة والتخطيط العمراني والسياحة والتنسيق الحضاري والثقافة، لها دور كبير ومهم في تطوير مدينة رشيد وليس دور وزارة الآثار فقط. وأشار الوزير على هامش الجولة التفقدية لمدينة رشيد التي رافقه خلالها محافظ البحيرة وممثلو أعضاء اللجنة العليا لتطوير رشيد ممثلين عن الوزارات المعنية المختلفة، للوقوف على المقترحات ومتطلبات التطوير اللازمة للنهوض بالمدينة وجعلها متحفاً سياحياً تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية إلى أنه تم تشكيل لجنة من وزارة الآثار لمتابعة المشروعات الأثرية المتوقفة برشيد في آخر 7 سنين. وأضاف أن قطاع المشروعات بوزارة الآثار تمكنت من استئناف العمل بالمشروعات منذ العام الماضي، وتم التنسيق مع وزارة الأوقاف لاستئناف العمل في مشروعين وهما مسجد زغلول ومسجد المحلى الأثريين، لافتا إلى أنه سيتم الانتهاء من الأعمال بمسجد زغلول طبقا للشكل الأثري القديم وفتح الجزء الغربي من المسجد أمام المصلين في شهر رمضان المقبل. وكان الوزير تفقد منطقة تل أبو مندور الأثري والتي قامت المحافظة بتطويرها ورفع كفائتها من تبليط الساحة المحيطة بالمسجد وعمل سياج من الحديد على السور الخارجي ورصيف الميناء وعمل حواجز للرمال على الجزء الغربي من الطريق لمنع تسرب الرمال بالإضافة إلى أعمال الرصف لرافد الطريق الدولي وأعمال الأرصفة والإنارة، ووجه الوزير بإدراج المسجد ضمن أعمال التطوير. وتفقد مسجد زغلول الأثري بالمدينة حيث تجرى أعمال الترميم والصيانة للجزء الغربي من المسجد وتم تركيب البلاطات الحجرية للأرضيات وعمل الدهانات وأعمال الكهرباء والنجارة وتركيب المشكاوات الخاصة بأعمال الإضاءة والمسجد يرجع إلى زغلول مملوك السيد هارون في عام 955 هجرية في نهاية العصر المملوكي. الجدير بالذكر أن مسجد زغلول يمثل قيمة أثرية وتاريخية للمدينة، حيث انطلقت منه إشارة البدء لمقاومة أهالي رشيد لحملة فريزر الإنجليزية عام 1807 وتم قصف مأذنته الغربية كأكبر شاهد على أعمال المقاومة. ثم تفقد الوزير مسجد المحلى بمدينة رشيد الذي توقفت أعمال الإحلال والتجديد به بعد الثورة لعدم توفر الاعتمادات المالية ثم استأنفت الأعمال في عام 2017 بعد تدبير الاعتمادات المالية اللازمة. والمسجد يعد قيمة أثرية وتراثية كبيرة بالمدينة ويرجع إنشاؤه إلى النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري وينسب إلى الشيخ على المحلاوى من مدينة المحلة الذي جاء إلى مدينة رشيد، وأكد وزير الآثار أنه سيتم الالتزام بالبرنامج الزمني المحدد للانتهاء من أعمال تطوير المسجد. وتفقد الوزير، متحف رشيد والحديقة المتحفية التي تقع على مساحة 3000 متر وتضم قاعة للمؤتمرات ونقطة شرطة للآثار وبها نافورة ومساحات خضراء وأعمدة رخامية وجرانيتية يرجع أصولها إلى العصور القديمة.