اغتسل وتطهر وارتدى جلبابه الأبيض، وذهب لتلبية نداء ربه، ركع وسجد وتلا آياته، ناجاه ودعاه بخشوع وخضوع راجياً رضاه، فهل جزاؤه القتل والسفك، والمحاربة. أي دين، وأي عقل، وبأي منطق، يرتكب الإنسان القتل وترتاح عينيه لمناظر الدماء، وبأي ذنب يُقتل الأبرياء اثناء الصلاة مهما كان دينهم وجنسهم ونوعهم وعرقهم ولونهم. الإسلام دين العدل والاعتدال، دين السلم والمسالمة، دين المحبة والتقوى، فشريعته شديدة الحرص على توجيه سلوك الإنسان وأخلاقه، وحماية حياته من أي اعتداء، وتكفل عزته وكرامته. وجعل الاسلام للنفس الإنسانية مكانة محترمة، فمدح في كتابه الكريم إحياء النفس وذم قتلها. قال الله تعالى في آيات مختلفة في القرأن الكريم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا". "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". "وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا". "وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لو أن أهل السماء وأهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار". "يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار وبمن جعل مع الله الهاً اخر وبمن قتل نفساً بغير نفس فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم". "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق". "من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيها خالداً مخلداً أبداً ، ومن تحسَّى سُمّاً نفسه فسُمّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابداً". "من قتل معاهداً لم يرح رائجة الجنة". "من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً". "من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها". "قتل المؤمن اعظم عند الله من زوال الدنيا". "كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الرجل يموت كافراً او الرجل يقتل مؤمناً متعمداً". صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم وكفر بآياته من كفر بالحياة والناس أجمعين.