تأتى كل شتاء في مواعيد محددة، قد تتأخر أو تتقدم أيام، غير أنها لا تغيب، يعرفها الصيادون والعاملون في بحر إسكندرية بأسماء معينة.. إنها "النوات" التي عادةً ما يصاحبها أمطار ورياح، وتتوقف خلالها حركة الصيد والملاحة البحرية. 18 نوة تتعرض لها الإسكندرية على مدار فصل الشتاء، بينها 11 تعد الأكثر قوة وضراوة، حيث تأتي بأمطار غزيرة ورياح عاتية، بعضها يتسبب في غرق شوارع المدينة الساحلية وانهيار مبانيها القديمة. وفي 16 نوفمبر المقبل، تبدأ النوات ال11 والتي يعرفها "معجم المعاني الجامع" بأنها "هبَّة شديدة للرِّيح تثير اضطراب البحر" وتنتهى في 2 مارس بنوة السلوم. ونعرض لكم فيما يلي مواعيد تلك النوات التي تُثير مخاوف الجهات التنفيذية في عروس البحر المتوسط، ما دفعتها لاتخاذ تدابير احترازية لإنقاذ شوارعها من الغرق. نوة "المكنسة" و"باقى المكنسة" تضرب نوة باقي "المكنسة" سواحل الإسكندرية في 16 نوفمبر وتستمر لمدة 4 أيام، يصاحبها أمطار شديدة ورياح شمالية غربية، ويليها نوة "باقي المكنسة" في 22 نوفمبر من كل عام وتستمر 4 أيام أيضًا، لكن يتغير فيها اتجاه الرياح إلى جنوبية غربية. نوة قاسم منذ أواخر عام 2010 لم تتأخر نوة "قاسم" عن موعدها في 4 ديسمبر، وضربت الإسكندرية بشدة، وصلت إلى حد تحطيم سور الكورنيش وتجاوز مياه البحر للطريق في مناطق مثل: لوران ومحطة الرمل، وغالبًا ما يصاحبها أمطار جنوبية غربية مصحوبة بعواصف لمدة 5 أيام. نوة الفيضة الصغرى تبدأ نوة "الفيضة الصغرى" في 19 ديسمبر من كل عام، وتستمر لمدة 5 أيام، ويصحبها أمطار ورياح شمالية غربية، وتُعرف بالفيضة لأن البحر يفيض خلالها بشكل كبير. نوة عيد الميلاد تشتق نوة "عيد الميلاد" اسمها من حلولها خلال احتفالات الأقباط بعيد ميلاد السيد المسيح، وتبدأ في 28 ديسمبر، ويصاحبها أمطار شديدة ورياح غربية لا تستمر لأكثر من يومين فقط. نوة رأس السنة ويعقب "عيد الميلاد" نوة "رأس السنة" والتي تشهد أمطارًا أيضًا لمدة 4 أيام، تبدأ في 2 يناير، ويصاحبها رياح غربية، غير أن بعض زوار الإسكندرية يفضلون قضاء احتفالات رأس السنة بالتزامن مع تلك النوة. نوة الفيضة الكبرى تضرب نوة الفيضة الكبرى سواحل الإسكندرية في 12 يناير من كل عام بأمطار شديدة ورياح جنوبية غربية، وعادة ما تستمر لمدة 6 أيام كاملة، وتتوقف فيها حركة الصيد والملاحة بمينائي الإسكندرية والدخيلة. نوة الغطاس يتزامن حلول نوة "الغطاس" مع احتفالات الأقباط بعيد الغطاس، وتستمر لمدة 3 أيام، بدءًا من 19 يناير ويصاحبها رياح غربية وأمطار، غير أنها أحيانًا لا يصاحبها أمطار على غير العادة. نوة الكرم تبدأ نوة الكرم في 28 يناير من كل عام ولمدة أسبوع كامل مصحوبة برياح غربية وأمطار غزيرة، لذلك سُميت ب"الكرم" لغزارة أمطارها وطول مدتها، ويتوقف فيها أيضًا الصيد والملاحة البحرية. نوة الشمس الصغيرة تشهد سطوع الشمس أثناء المطر لذا تسمى بنوة "الشمس الصغيرة" وتبدأ في 18 فبراير من كل عام ولمدة 3 أيام، ويصاحبها رياح شمالية غربية وأمطار. نوة السلوم تعد نوة السلوم آخر نوات الشتاء ضراوة، وتأتى في 2 مارس، وسميت بالسلوم لأنه يصاحبها رياح جنوبية غربية من ناحية السلوم والحدود الغربية، فضلاً عن أمطار تستمر لمدة يومين. وقف حركة الملاحة 65 يومًا فى العام وحول تأثر حركة الملاحة البحرية بمينائي الإسكندرية والدخيلة بتلك النوات، يقول رضا الغندور، المتحدث الرسمي باسم ميناء الإسكندرية: "إن فصل الشتاء عمومًا يجري فيه وقف حركة الملاحة وإغلاق البوغاز أكثر من مرة". ويضيف "الغندور" في تصريح ل"مصراوى" أنه وفقًا للقواعد المصرية لتنظيم العمل البحري، تتوقف حركة الملاحة لفترات قد تصل إلى نحو 65 يومًا، معظمها بسبب النوات وارتفاع أمواج البحر، فضلاً عن العطلات الرسمية. "الشمس والنورس والنجوم" علامات للنوات ولحلول النوات علامات يعرفها الصيادون جيدًا، حيث يقول مجدي أبو شنب، شيخ صيادي أبو قير: "إن الصياد بات يعرف موعد النوات من الإنترنت والتليفزيون وغيرها، إلا أنه قديمًا كان هناك علامات تتعلق بحركة النجوم والشمس والسماء". ويوضح "أبو شنب" ل"مصراوي" أن موعد النوة كان يُعرف بعلامات مثل تساقط النجوم من السماء، أو هياج طائر النورس، وغروب الشمس وسط هالة حمراء أو قدوم رياح غربية. ويشير شيخ صيادي أبو قير، إلى أن معظم النوات تتوقف فيها حركة الصيد تمامًا خشية غرق المراكب والسفن، إلا أن أصعبها على الإطلاق نوة "الفيضة الكبرى" لافتًا إلى أن أشهر أسماك الشتاء هي "القاروص واللوط والدراك".
