النكسة الميدانية التي تعرضت لها قوات البيشمركة في كركوك بشمال العراق التي وصفتها غالبية قياداتها بهجوم إيراني وتواطؤ محلي وتلتها انسحابات البيشمركة من الغالبية العظمى من المناطق المعروفة بالمتنازع عليها أدت الى تقسيم الرأي العام الكردستاني، بين داعم للمقاومة ووحدة الصف وبين أقلية مطالبة بتنحي رئيس الاقليم والقيادات العليا المسؤولة عن الأوضاع الحالية. ففي آخر المواقف المعارضة، طالب، رئيس البرلمان المخلوع، يوسف محمد وهو من حركة التغيير المعارضة، مسعود بارزاني رئيس الإقليم "بالتنحي وتحمل مسؤولية الهزيمة التي تعرضت لها قوات البيشمركة في كركوك وباقي المناطق الآخرى". وقال، الكاتب والباحث، آريان فرج، من أربيل اليوم الإربعاء لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن "أحداث كركوك لم تكن باي حال من الأحوال هزيمة عسكرية لقوات البيشمركة أمام قوات عراقية بل كانت بسبب تواطؤ بعض الأشخاص مع قادة عسكريين ايرانيين وقيادات الحشد الشعبي وإصدار أوامر منهم لقوات البيشمركة بالانسحاب، ولهذا من يتحمل المسؤولية كاملة هم المتواطئون وليس قوات البيشمركة ولا قياداتها". وأضاف "نحن لم ندع أبدأ بان قوات البيشمركة باستطاعتها الوقوف بوجه قوات يقودها قادة من إيران وبأكثر أسلحة التحالف الدولي تطورا، وما حصل في الميدان هو هجوم ايراني بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وبأسلحة أمريكية وغربية زودت بها قوات الحشد الشعبي باسم محاربة داعش بالإضافة الى تواطؤ بعض القيادات المعروفة للجميع معها، فاضطرت قوات البيشمركة الى الانسحاب من مناطق كركوك". كما طالبت قيادة حركة التغيير المعارضة، في بيان لها أمس، "مسعود بارزاني بتقديم استقالته وتحمل مسؤولية ضياع مدن ومناطق واسعة من كردستان، وذلك بسبب مغامرته بإجراء الاستفتاء وتعريض كردستان للمخاطر". كما طالبت قائمة الجيل الجديد التي يرأسها رجل الاعمال شاسوار عبدالواحد، في بيان لها، بارزاني بالتنحي وتحمل مسؤوليات الكارثة التي نجمت عن الاستفتاء ومغامرته بمكتسبات شعب كردستان دون التفكير في المخاطر والمعادلات السياسية في المنطقة". إلى ذلك يقول آريان فرج، "قوات البيشمركة والقيادة والشعب الكردستاني لم يعولوا قط على مقاومة تكتل إيراني عراقي وتأمر محلي بل كنا نعول على ما تدعيه أمريكا والغرب بمقاومة تمدد النفوذ الايراني في العراق والمنطقة، والنتيجة أن إيران ومن يأتمر بأمرها في العراق قد استولوا على احدى أغنى المناطق النفطية في العالم وعلى مرأى ومسمع من القوات الأمريكية والتحالف الدولي". وبحسب ما تتناقله وسائل الإعلام المحلية على مدار الساعة، فإن هناك الآلاف من المؤيدين لتنحي بارزاني في مدينة السليمانية تحديدا، حيث معقل حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني، وبالمقابل هناك غالبية مؤيدة لاستمراره في مدن أربيل ودهوك وغالبية المناطق المتنازع عليها . ويضيف فرج "وبسكوت وبعلم التحالف كما أعلنوا هم، تم تسليم مدينة كردستانية متعددة القوميات والطوائف وغنية بالنفط الى ايران وعملائها ، وهذه المدينة التي صوت حوالي 80 بالمئة من سكانها بنعم في الاستفتاء العام الذي أجري في الخامس والعشرين من الشهر المنصرم لاستقلال كردستان".