بعد انسحاب قوات البيشمركة ودخول قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي الى مدينة كركوك في عملية وصفتها مصادر كردستانية عليا بهجوم ايراني وتواطؤ بعض قيادات الاتحاد الوطني، قامت قوات البيشمركة بالانسحاب من غالبية المناطق المتنازع عليها بدءا من خانقين على الحدود الايرانية شرقا وصولا الى سنجار على الحدود السورية غربا. وشنت قوات الحشد الشعبي والقوات العراقية الأخرى هجوما على كركوك أول أمس الاثنين حيث اشتبكت بالبداية ببعض قطعات البيشمركة ولكن وفي تطور ميداني وصف بالخيانة من قبل جهات كردستانية عليا. وجاء في بيان صحفي أصدره صباح اليوم الأربعاء كوسرت رسول نائب رئيس الإقليم والشخص الأول في حزب الاتحاد الوطني، وقبله من قبل القيادة العامة لقوات البيشمركة، أن" قوات البيشمركة اضطرت إلى الانسحاب من جميع محاور كركوك". فيما يتعلق بقضاء خانقين على الحدود الايرانية وناحيتي جلولاء وقرتبة التابعتين لمحافظة ديالى فقد أعلن قائد قوات البيشمركة في تلك المنطقة محمود سنكاوي لوسائل اعلام محلية مساء أمس أن "قوات البيشمركة اتفقت مع قيادات من الحشد الشعبي لعودة الحشد والقوات العراقية إلى جميع تلك المناطق وتأسيس إدارة مشتركة". يذكر أن صور وتسجيلات مصورة نشرت بعد الاتفاق أظهرت بأن قوات الحشد الشعبي التي دخلت الى تلك المناطق لم تلتزم بالاتفاق وقامت بإنزال وإحراق الأعلام الكردستانية والاستيلاء على مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني ومضايقة الأهالي الكرد. وفي قضاء طوزخورماتو (80 كم جنوبكركوك)، فقد جرت فيه أعنف المعارك ليلة السادس عشر من هذا الشهر بين ما تبقى فيها من البيشمركة وأعداد من المتطوعين الكرد، ولكن وبعد انسحاب قوات البيشمركة وصفه المتطوعون بالتواطؤ مع الحشد، استولت قوات الحشد الشعبي على كافة مناطق المدينة. وقال متطوعون فروا من المدينة بعد معارك شرسة مع الحشد الشعبي ، لوسائل اعلام محلية وأظهرتها تسجيلات فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن قوات الحشد الشعبي قامت بنهب وسلب الأحياء الكردية بالمدينة واحراق السوق الكبير في المدينة ومعظم مالكي المحلات من الكرد وشن حملات تفتيش واعتقال بحق المدنيين الكرد. ووصف أحد المتطوعين ما تقوم بها قوات الحشد الشعبي بعمليات أنفال ثانية بحق الكرد وناشد العالم والمنظمات الانسانية بالتدخل. أما في محافظة أربيل فقد انسحبت يوم أمس قوات البيشمركة من ناحيتي مخمور(60كم جنوب غرب الموصل) وكوير(40 كم جنوب أربيل)، لكن ما لبثت ان عادت قوات البيشمركة إليهما. وقال زريان باليساني أحد قادة البيشمركة في تلك المنطقة للصحفيين في وقت متاخر من ليلة أمس إن "قواته عادت بأوامر عليا الى مخمور وكوير ولم تحدث أية اشتباكات مع قوات الحشد الشعبي المتواجدة بالقرب منها". وقال شهود عيان في ناحية بعشيقة (15 كم شمال شرق الموصل) لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن" قوات البيشمركة انسحبت يوم أمس من الناحية والمناطق المجاورة لها وتمركزت فيها قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الأخرى دون وقوع اشتباكات". فيما ذكر آخرون أن" قوات الحشد والشرطة الاتحادية دخلتا ناحيتي زمار وربيعة ولم تحدث أية اشتباكات مع قوات البيشمركة التي بقيت البعض من قطعاتها في المنطقة، وأن اجتماعات مشتركة تجري الآن بين قياداتها". أما ما يتعلق بقضاء سنجار، أكد مصدر قيادي في قوات البيشمركة ل (د.ب.أ) اليوم الأربعاء أن "قوات البيشمركة انسحبت من منطقة سنجار يوم أمس ودخلت الى المنطقة قوات الحشد والشرطة الاتحادية العراقية". وأضاف المصدر أن "قوات الحشد ومع دخولها الى سنجار اجتمعت مع قيادات مسلحي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المتواجدة في المنطقة واتفق الطرفان على بقاء مسلحي بي كي كي في سنجار بشرط إنزال واخفاء أعلام الحزب ورفع العلم العراقي تحاشيا لأي احراج مع تركيا التي تطالب دوما بخروج مسلحي( بي كي كي) من المنطقة".