قال الدكتور محمد أبو سمرة، عضو المجلس الوطني الفلسطيني ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، إن مصر "قطعت يد العابثين"، برعايتها المصالحة بين حركتي فتح وحماس في إطار جهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني المستمر منذ أكثر من عشر سنوات. ووقعت حركتا قتح وحماس اتفاق مصالحة جديدا في القاهرة، وسط أجواء من التفاؤل بعد إعلان حركة حماس حل لجنتها المركزية في قطاع غزة وتمكين حكومة الوفاق الفلسطينية من إدارة شئون القطاع بحد أقصى الأول من ديسمبر المقبل مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام. وتحدث أبو سمرة، خلال الحوار عن الخطوات القادمة التي ستتخذها السلطة الفلسطينية، في الفترة المقبلة، وكشف ضمانات استمرار المصالحة وأسباب اختلاف هذا الاتفاق عن الاتفاقات السابقة... وإلى نص الحوار: - ماذا بعد المصالحة؟ أولا: الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وأحزابه وقواه وشخصياته وجماهيره يشكر مصر رئاسة وحكومة وشعبًا على رعايتهم واحتضانهم للمصالحة الفلسطينية وتحقيقهم لهذا الإنجاز الكبير، الذي ألغى فترة الانقسام الأسود الذي استمر لأحد عشر عامًا. وما كان للمصالحة أن تتم لولا الإرادة الصادقة والنوايا الحسنة لفتح وحماس والقيادة الفلسطينية، فالوحدة هي الهدف بعد ذلك، من أجل نيل الحق الفلسطيني الأساسي والرئيسي في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 3 أسباب تحول دون فشل اتفاق المصالحة.. ووجود مصر هو الضامن وهناك إجماع فلسطيني حاليًا من كافة الفصائل بما فيها حركة حماس على القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. كما نواجه تحديات كبرى مثل تغوّل الاستيطان الإسرائيلي والتهديدات بتقسيم المسجد الأقصى المبارك والمزيد من تهويد القدس الشريف، بجانب تهديدات إسرائيلية يومية بضم مناطق كبيرة في الضفة الغربية للكيان الصهيوني والتهديد بضم ما لا يقل عن 70% من مساحة مدينة الخليل وهي من أكبر مدن الضفة الغربيةالمحتلة. - هل تعني أن الخطوة القادمة ستكون السعي للانضمام للأمم المتحدة بعضوية كاملة؟ الحصول على عضوية كاملة من الأممالمتحدة هو المسعى الأول للسلطة الفلسطينية بعد المصالحة، وأتوقع أن يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأممالمتحدة مرة أخرى لتقديم طلب اعتماد فلسطين كدولة كاملة العضوية. - لماذا لن تفشل المصالحة مثل اتفاقات أخرى سبقتها؟ ثلاثة أسباب ستحول دون فشل اتفاق المصالحة، أولها الوجود المصري الذي قضى على أسباب الانقسام. ومصر هذا المرة أخرجت كافة الأطراف الإقليمية العابثة بالملف والشأن الفلسطيني والتي كان لها دور في تعزيز الانقسام. ومصر لم تتدخل هذه المرة كراعٍ فقط أو كدولة تستضيف الحوار أو كوسيط، إنما تدخلت باعتبارها الدولة العربية المركز والأكبر في المنطقة والشريك الأساسي والرئيسي في المصالحة الفلسطينية. وتعتبر القاهرة أن هذه المصالحة بقدر ما هي شأن فلسطيني-فلسطيني، فهي أيضًا شأن مصري فلسطيني على اعتبار أن فلسطين تمثل مركز الاهتمام والعمل للسياسات الخارجية المصرية، وأيضًا لأنها مركزية للأمن القومي المصري. نزع سلاح حماس فكرة لم تطرح مُطلقًا.. وإسرائيل لن تحلم بعد الآن بوجود انقسام فلسطيني الأمر الثاني، يعود إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وصل إلى حالة من الغليان والغضب لدرجة أنه لم يعد يستطيع الانتظار لمزيد من الساعات وليس الأيام أو الشهور أو السنوات من استمرار الانقسام. والانقسام كان سياسياً واجتماعياً وثقافياً وفكرياً وأخلاقياً، وساهم في تدمير الكثير من المكونات الفلسطينية. الوضع البائس في قطاع غزة الذي أصبح بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في وجه الجميع في أي لحظة، كان من العوامل الضاغطة والمؤثرة والمهمة. أما ثالث الأسباب فتتمثل في رغبة مصر في العودة إلى دورها المركزي في المنطقة وفي القضية الفلسطينية. - وهل هناك ضمانات لاستمرار المصالحة؟ العامل الأساسي لاستمرار المصالحة هو وجود مصر، فحماس حريصة على عدم خسارة مصر، وفتح بالتأكيد مصر بالنسبة لها تعني أشياءً كبيرة. هناك صفحة جديدة من العلاقات بين مصر وحماس فُتحت وهناك أيضًا تفاهم وتعاون كامل بين القيادتين المصرية والفلسطينية. - هل هناك أي تنازلات بين الطرفين لإتمام المصالحة؟ الاتفاق الذي تم هو الذي كان قائمًا عام 2011، وبالتالي الأسس قائمة وموجودة، وبالتالي ما تم هو تفعيل اتفاق 2011. هذه المرة توافرت النوايا الصادقة والإرادة الصلبة من جميع الأطراف، ووضعت القيادة المصرية عنوانًا بأنه لا يمكن السماح للمفاوضات بالفشل هذه المرة، بجانب قرار من حركتي فتح وحماس بتذليل كافة العقبات وهذا ما تم. - وماذا عن الحديث عن نزع "حماس" لسلاحها؟ هذه الفكرة لم يتم طرحها مُطلقًا، وإسرائيل معنية باستمرار الانقسام، وهي لن تحلم بعد الآن بوجود انقسام فلسطيني.