أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط - خلال اجتماع وزاري دولي حول سوريا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة - أن النزاع السوري يدخل مرحلة جديدة، مشيرا إلى أن هزيمة داعش في سوريا باتت قريبة إلا أن القضاء النهائي على هذا التنظيم الإرهابي سيحتاج إلى وقت طويل لأنه سيتحول إلى حرب عصابات وغيرها من عمليات. وأضاف أن سوريا المستقبل ينبغي أن تكون صاحبة سيادة حقيقة على أراضيها لا مكان فيها للمليشيات الأجنبية أو المقاتلين الأجانب، ولا وجود على أرضها للجماعات الإرهابية وهذه النقطة فاصلة في المشهد السوري. وشدد على أن الجامعة العربية تؤيد الأفكار التي تربط إعادة الإعمار والتسوية السياسية، واقتناعنا الراسخ أن الحل السياسي الشامل يظل المدخل الوحيد لإنهاء النزاع في سوريا والتمهيد لاستعادة الحياة الطبيعية في هذا البلد. وأكد كذلك تأييد الجامعة لجهود المبعوث الأممي إلى سوريا من أجل توحيد المعارضة السورية للتأسيس لعملية سياسية شاملة بمرجعية بيان "جنيف1" وقرار مجلس الأمن رقم 2245، معربا في الوقت ذاته عن أمله في أن تفرز هذه العملية وضعا يلبي طموحات الشعب السوري ويحافظ على استقرار الوطن في الوقت ذاته، موجها الشكر إلى الدول المستضيفة للاجئين السوريين، مطالبا بالمزيد من الدعم لهم. وقال إن هناك اقتناعا متزايدا لدى أطراف مختلفة بعبثية الاستمرار في الحرب، معربا عن أمله في أن يترسخ هذا الإدراك لأن تلك هي النقطة التي تبدأ عليها جهود التسوية الجادة للحروب الأهلية. وأضاف أن المأمول هو أن يدرك أطراف النزاع أنفسهم أن الكل خاسر من وراء استمرار الحرب، وعدم قدرة أي طرف على إحراز النصر كاملا، لافتا إلى أن الجامعة العربية تشجع كل جهد يبذل من أجل خفض التصعيد ووقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. وأكد أن هذه الترتيبات من أجل خفض التصعيد لا يمكن ولا ينبغي لها أن تمهد لأوضاع دائمة تنطوي على تقسيم فعلي للوطن السوري أو أن ترسم حدودا مستقبلية أو تحدد مناطق نفوذ مستقر لهذه القوى أو تلك على الجغرافيا السورية، مشددا "أننا نتمسك بسوريا موحدة ذات السيادة بحدودها القائمة كما عرفناها خلال القرن المنصرم".
