صادرت الشرطة الإسبانية ملايين أوراق الاقتراع، اليوم الأربعاء، وألقت القبض على 14 سياسيا ومسؤولا في إقليم كاتالونيا شمال شرقي البلاد، في المحاولة الأحدث للحكومة في مدريد لوقف استفتاء مزمع عقده في الأول من أكتوبر على استقلال الإقليم. ومن بين هؤلاء الذين تم اعتقالهم اليوم في أول مداهمات من نوعها في المنطقة، منذ أعلنت المحكمة الدستورية عدم مشروعية الاستفتاء في الثامن من سبتمبر، نائب وزير اقتصاد كتالونيا، جوزيب ماريا جوبي، ووزير التجارة لويس سالبادو طبقا لما ذكرته وسائل إعلام إسبانية نقلا عن الشرطة. وقال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، أمام المشرعين في البرلمان بمدريد: "أعتقد أننا نتصرف بمنطق واعتدال وبشكل متناسب (مع الوضع)". وأضاف رئيس الوزراء: "لابد من الاذعان للقانون الإسباني. أفضل مسار للتصرف هو إلتراجع عن هذا الهراء الذي لن يفضي إلى شيء". وتعهد رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بويجديمونت بتنفيذ خطط الاستفتاء، متهما راخوي بفرض "حالة طوارئ فعلية" في كاتالونيا، وسحق الحكم الذاتي للإقليم وإظهار "أسلوب شمولي مخالف للديمقراطية". وقال بويجديمونت عقب اجتماع وزاري طارئ: "لن نعود خطوة واحدة إلى الخلف.. في أول أكتوبر، المواطنون مدعوون للدفاع عن الديمقراطية ضد نظام قمعي يمارس التهديد، ولابد أن يكون لنا رد فعل ضخم ومدني". واحتج مئات الاشخاص أمام مكاتب السلطات الاقليمية في برشلونة عاصمة الإقليم، وهم يرددون هتافات تطالب الشرطة الاسبانية بالرحيل وهتفوا "سوف نصوت" و "لن يمروا"، وهو شعار مناهض للفاشية يرجع إلى الحرب الأهلية الإسبانية ما بين عامي 1936 و 1939. وحتى نادي برشلونة لكرة القدم، الكاتالوني صاحب الشعبية الجارفة عالميا، بعث برسالة تحد. وقال جوزيب بيبس، المتحدث باسم النادي: "ما زال نادي برشلونة مخلصا في التزامه التاريخي للدفاع عن الأمة، وعن الديمقراطية ،وعن حرية التعبير وعن حق تقرير المصير، ويدين أي عمل من شأنه أن يعوق ممارسة هذه الحقوق بحرية". ومع بقاء أقل من أسبوعين على الاستفتاء المقرر ، ما زال من غير الواضح كيف سيتم حل الأزمة بين حكومة راخوي المحافظة والانفصاليين في برشلونة.