وقعت أكثر من 50 دولة معاهدة تدعو لحظر عالمي للأسلحة النووية في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، ولا توجد من بينهم أي دولة تمتلك أسلحة نووية أو تنتمي إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وكان رئيس البرازيل ميشيل تامر أول حاكم يوقع على الاتفاقية، التي التزمت بها 122 دولة من بين الدول ال 193 الأعضاء بالأمم المتحدة في تموز/ يوليو الماضي. وأعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى الأذهان الدمار الذي أحدثته الأسلحة النووية في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، واصفا الاتفاقية بأنها "إنجاز مهم" في وقت تزداد فيه مخاوف العالم إزاء التبعات "الكارثية" للحرب النووية. وأضاف: "إن الناجين الابطال من هجومي هيروشيما وناجازاكي (هيباكوشا) ما زالوا يذكروننا بالتبعات الإنسانية المدمرة لاستخدام الأسلحة النووية". وقال جوتيريش خلال مراسم التوقيع: "إن شهاداتهم (الناجين) قدمت دافعا مؤثرا وأخلاقيا للمفاوضات الخاصة بهذه المعاهدة". وذكر جوتيريش أنه يوجد اليوم أكثر من 15 ألفا من "الأسلحة التي يمكن أن تتسبب في نهاية العالم". وتعارض المعاهدة عشرات الدول، بما فيها الدول المنتمية إلى الناتو. وقال الحلف العسكري، اليوم الأربعاء، إن المعاهدة "لن تكون فعالة". بل يمكن أن تزيد من التهديدات الأمنية، وتحدث انقسامات على طريق نزع السلاح النووي العالمي. وقال مجلس شمال الأطلسي، وهو هيئة صنع القرار السياسي للناتو، إن الدول المتحالفة لن تنضم إلى المعاهدة، قائلا إنها "تتجاهل واقع البيئة الأمنية الدولية المتزايدة الصعوبة". وأضاف "في الوقت الذي يحتاج فيه العالم الى البقاء متحدا في مواجهة التهديدات المتزايدة، وخصوصا التهديد الخطير الذي يشكله البرنامج النووي لكوريا الشمالية ،فإن المعاهدة لا تأخذ في الاعتبار هذه التحديات الأمنية الملحة". وأكد "طالما أن الأسلحة النووية موجودة، فإن الناتو سيبقى تحالفا نوويا". وأشار التحالف الى ان المعاهدة لن تغير "الالتزامات القانونية على دولنا فيما يتعلق بالأسلحة النووية". يذكر أن الولاياتالمتحدة وروسيا لديهما أكبر عدد من الرؤوس النووية، بينما تعد بريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان من القوى النووية أيضا. ولم تعترف إسرائيل قط بامتلاك أسلحة نووية، إلا أنها لم تنف أنها قوة نووية. ويعتقد أن كوريا الشمالية لديها ما يصل إلى 60 سلاحا نوويا، بحسب تقديرات الحكومة الأمريكية.