أكد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق اليوم الأربعاء، أن المقترحات المطروحة لم ترق إلى مستوى إلغاء إجراء الاستفتاء، مشيرا إلى أن ما تغير في بغداد فقط الوجوه والعقلية الحاكمة كما كانت قبل، مؤكدا استعداد الإقليم لبدء مباحثات جادة مع بغداد والأطراف الدولية بعد إجراء الاستفتاء. جاء ذلك في خطاب لمسعود بارزاني أمام عشرات الآلاف من المواطنين على ملعب السليمانية الدولي. .وقال بارزاني إن "ما أوصلنا الى هذا اليوم عدم التزام بغداد بالدستور والشراكة والتوافق"، مشيرا إلى أن "العقلية الحاكمة في بغداد لم تتغير عن قبل وما تغير فقط الوجوه". وخاطب بارزاني الجماهير المحتشدة، قائلا "أعلموا أن جميع المقترحات التي قدمها المجتمع الدولي لم ترق لمستوى الاستفتاء العام الذي يوصلنا بطريقة ديمقراطية إلى الاستقلال". وتابع أن الاستفتاء "الاستفتاء هو الوصول إلى هدف مقدس، هو الاستقلال"، لينال هتافات وتشجيع الحشد الكبير من المؤيدين الذين تجمعوا في استاد السليمانية. وأضاف أن "إجراء الاستفتاء ليس جريمة نرتكبها بل هو إجراء ديمقراطي سلمي لإيصال صوت شعب كردستان إلى العالم"، معربا عن استعداد الإقليم الدخول في مفاوضات ومباحثات جادة بعد الاستفتاء مع بغداد والجهات الدولية ذات العلاقة للوصول سلميا إلى الْيَوْمَ الذي نودع بَعضُنَا البعض ونبقى دولتين جارتين تربطنا أمتن العلاقات ونصبح عمقا استراتيجيا لبعضنا البعض". من جانبها، أدانت بغداد الاستفتاء وأمرت المحكمة العليا العراقية بوقفه. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء إن استفتاء كردستان "مرفوض" سواء جرى الآن أو في المستقبل "وهو مخالف للدستور وفيه تجزئة وإضعاف للبلد". وأضاف العبادي خلال لقائه مع نخبة من الإعلاميين والمحللين السياسيين: "لن ندع شيئا يشغلنا عن محاربة داعش". وأوضح: "توجهنا هو القضاء على داعش وليس احتواؤه والعالم يقف اليوم مع العراق الواحد ويدعمه ونريد استثمار هذا الدعم لصالحنا ولا يمكن للعالم أن يقف معنا ونحن نتنازع فيما بيننا ولكن عندما يرانا موحدين سيقف العالم معنا". وقال العبادي: "حان الوقت لأن يقطف العراقيون ثمار تضحياتهم والدستور يؤكد على أن العراق واحد موحّد، والعراقيون جميعهم صوّتوا على الدستور وجميع السلطات في العراق أصدرت قراراً بعدم دستورية استفتاء كردستان". وتابع رئيس الوزراء العراقي "لا وقت للنزاع وأبدينا الاستعداد للحوار ما بين الحكومة الاتحادية والإقليم وأساسه ضمن العراق الموحد وعلى أساس الدستور، والعالم قدّم الدعم للعراق بطلب من حكومته الاتحادية.. بعض المشاكل مع الإخوة الاكراد تعود لسنوات ونستطيع إطفاء نيران الخلافات بالحوار والاتفاق". وأكد: "التصعيد غير مقبول ودعوتي لجميع العراقيين هي التوحد ومصلحة العراق هي بالدرجة الأولى وأصحاب الخطابات النارية هم أول المنهزمين، فشعارات التهديد الرنانة تنتهي بهزيمة أصحابها وهناك من يريد إقحامنا في معركة غير صحيحة ولا نفرّق بين الكردي والعربي وجميع المكونات". وأضاف "قلنا للكرد إننا في وطن واحد ولا نرضى بسياسة الأمر الواقع فنحن شركاء في كل شيء كما قلنا للإخوة الأكراد نحترم طموح مواطنينا ونعرض الدخول في مفاوضات جدية وواسعة لحل المشاكل وفق الدستور وضمن العراق الموحد والمطروح الآن هو الاتجاه لإلغاء الاستفتاء وليس تأجيله." وفي السياق ذاته، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفرض عقوبات على إقليم كردستان العراق بسبب إصراره على إجراء الاستفتاء. ووفقا لما نقلته وكالة "الأناضول" التركية اليوم الأربعاء، فقد جدد أردوغان تمسك بلاده برفض استفتاء استقلال الإقليم، والمزمع الاثنين القادم. ووصف المتحدث باسم الحكومة التركية نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ إصرار بارزاني بأنه "لعب بالنار". ودعا بوزداغ بارزاني إلى العدول عن قرار إجراء الاستفتاء، وقال :"قرار الإقليم الكردي بشأن الاستفتاء على الانفصال طريق خطر وخاطئ، وبارزاني يلعب بالنار، وعليه العدول عن الاستفتاء والاحتكام للعقل السليم". واعتبر بوزداغ الاستفتاء بمثابة قنبلة موجهة إلى أمن واستقرار ورخاء منطقة الشرق الأوسط. في غضون ذلك، أعلن مصدر سعودي مسؤول اليوم تطلع المملكة إلى حكمة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لعدم إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال الإقليم. ودعا المصدر الأطراف المعنية إلى الدخول في حوار لتحقيق مصالح الشعب العراقي بما يضمن تحقيق الأمن والسلام في العراق ويحفظ وحدته. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المصدر القول إن "المملكة العربية السعودية تتطلع إلى حكمة وحنكة الرئيس مسعود بارزاني لعدم إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال إقليم كردستان العراق، وذلك لتجنيب العراق والمنطقة مزيداً من المخاطر التي قد تترتب على إجرائه". وحذر من أن أي خطوات أحادية سيكون من شأنها أن "تشتت الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية والأنشطة المرتبطة بها". ودعا المصدر القيادة العراقية وقيادة كردستان إلى "الحفاظ على مكتسبات الشعب" العراقي "وعدم التسرع في اتخاذ أي مواقف أحادية الجانب من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي". وشدد على ضرورة العمل "وفق ما تقتضيه مصلحة الطرفين ويحقق تطلعات الشعب العراقي".