لم تقف زيادة الأسعار ولا الظروف الاقتصادية أمام رغبتهم في تقديم الأضحيات، احتفالا بعيد الأضحى، كما دفعهم الخوف من الغش أو تلاعب التجار في أسعار المواشى للجوء إلى وزارة الزراعة التي خصصت عددًا من المنافذ لبيع الأضاحى الحية للموطنين. وأعلنت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، الأحد الماضي، طرح 49 ألفا و446 رأسا من العجول البقري والجاموسي، والأغنام والماعز البلدية من إنتاج الوزارة بالمحافظات المختلفة، استعدادًا لعيد الأضحى المبارك، بأسعار مخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى، لرفع العبء عن كاهل المواطنين. "مصراوى" تواجد في أكثر من منفذ لوزارة الزراعة، والتقى عددًا من المواطنين، الذين اشتكوا من ارتفاع الأسعار، وهو ما اضطرهم لشراء أضاحى أقل من السنوات الماضية. وحددت وزارة الزراعة 187 منفذًا فى 18 محافظة، لاستقبال راغبي حجز الأضحيات، ووفقا للأسعار المعلنة فإن سعر كيلو لحم الجاموس الحي 50 جنيهًا و55 للبقري، و56 جنيهًا للماعز والأغنام القائم. ودفع غش التجار والنصب من قبل بائعي الأغنام المنتشرين فى الشوارع "أبومحمد" للتوجه إلى منافذ وزارة الزراعة لشراء الأضاحى، يقول: "والدي الله يرحمه كان بيجبنا هنا نشتري الأضحية كل سنة.. وأنا وأخي بعد تعرضنا للنصب والغش من قبل التجار أكثر من مرة، عدنا لعادة والدنا في شراء المواشى من منافذ الوزارة". ويؤكد "أبومحمد" على أن عدم ثقته أيضا في الشراء من التجار المنتشرين في الشوارع، جاء بسبب خوفه من أنهم يطعمون مواشيهم من الزبالة، لافتا إلى أنه كان يشترى خروفين في العام إلا أنه في هذه العيد سيكتفى برأسين من الغنم! "هنا أرخص من الخارج حوالي 7 جنيهات أو أكثر في الكيلو" يواصل "عم محمد" حديثه، موضحاً أن كثيرًا من التجار في الشارع يتلاعبون كذلك في الوزن بوضع كميات كبيرة من الملح مع العلف، كما يسقون الخراف مياها كثيرة لزيادة وزنها أكثر من 7 كيلو، لذلك لم يعد يضمن شراء أضحيته من السوق. واصطحب "سيد" (مدرس اللغة العربية) أسرته لمنفذ وزارة الزراعة، لشراء رأس غنم بدلًا من العجل، الذى كان يضحى به كل عام، ووفقا لقوله: "أنا كنت بجيب عجل لكن نظرا لغلاء الأسعار قررت اجيب حاجه صغيرة". ويشترى مدرس اللغة العربية، الأضحية، وفق معايير على رأسها أن تكون سلمية القرون والأسنان، ولا يكون ضهرها هزيلا. "هم مالهمش مصلحة، دول تبع الحكومة " لهذا السبب فضل "الحاج سيد" شراء أضحيته من منافذ وزارة الزراعة، لانخفاض الأسعار والإشراف الطبى وعدم التلاعب في الميزان. ويوضح "إيهاب" أنه بعدما يحدد الأضحية التي يريدها، يضعون العاملون في المنفذ في أذنها رقمًا، ليضمن التأكد من أنها الرأس التي اشتراها من منفذ وزارة الزراعة، مدللا بذلك على عدم وجود مخاوف من تغيير الأضحية وثقته في سلامتها. ويتواجد في كل منفذ من منافذ وزارة الزراعة لجنةٌ مكونة من 4 إلى 5 أشخاص لمراقبة الأسعار والموازين، ويشدد "صلاح عبدالخالق" رئيس لجنة منفذ الهرم على أن يشرفون على عمليات البيع في جميع منافذها لضبط السوق وحل المشكلات والنظر في شكاوى المواطنين. وأكد رئيس اللجنة، في تصريح ل "مصراوى"، أن رغم ارتفاع الأسعار هذا العام 50% عن العام الماضي، حيث كان سعر كيلو الخروف 34 جنيها ووصل هذا العام 56 جنيها، إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من الحفاظ على عاداتهم في التضحية. وحسب رئيس اللجنة، يتوفر بالمنفذ الخراف "البلدي والسوداني والبرية"، مشيرا إلى أن الإقبال أقوى على الخروف البلدي الذى يتراوح وزنه من 50 ل 80 كيلو، وهو الوزن المثالى للخروف. من جانبه، كشف الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، أن الإقبال هذا العام على شراء الأضاحى من المنافذ أعلى من العام الماضي، والدليل نفاد الكميات المطروحة في بعض المنافذ في اليوم الثاني من الإعلان عن بدء الحجز. وبيَّن المتحدث الرسمي للوزارة أن إجمالي عدد رؤوس العجول الحية المستوردة من الخارج، ووصلت بالفعل إلى المحاجر البيطرية بغرض الذبح الفوري، بلغت حوالي 14 ألفا و414 رأساً من الأغنام و13 ألفاً و567 رأسا من العجول.
