كتب – محمد الصباغ: أصدر البنك المركزي المصري، اليوم الخميس، بيانًا أشار فيه إلى أنه لم يصدر تعليمات للقطاع المصرفي للبدء في تداول عملة "بيتكوين" الإلكترونية. وجاء أيضًا أن العملة الافتراضية غير مضمونة من الجهاز المصرفي أو البنك المركزي في مصر والتعامل بها يكون على مسئولية المتعاملين بها. وفي تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، قال المستشار رضان عبد المعطي، القائم بأعمال الهيئة العامة للرقابة المالية إن الهيئة لم تصدر تراخيصًا لإنشاء بورصة لتداول "بيتكوين" وأنهم سيلاحقون مؤسسيها قانونيًا. وجاء ذلك بعدما ذكرت وكالة رويترز للأنباء إن مؤسس بيتكوين المصري، رامي خليل، أكد أنه ينتظر أن تضح الحكومة قواعد تنظيمية، مضيفًا أنه "في غياب القوانين فإن بيتكوين لن تكون نقودًا مقبولة قانونيًا في مصر". وتُعد بيتكوين عملة إفتراضية إليكترونية غير مغطاة بأصول ملموسة ويتم تداولها عبر الإنترنت. وتجاوزت العملة قيمة أوقية الذهب في مارس من هذا العام لأول مرة منذ إطلاقها في عام 2008 على يد شخص مجهول يدعى "ساتوشي ناكاموتو". وقال المحلل الاقتصادي، جون واسيك، لموقع فوربس الأمريكي، إن التعامل ب"بيتكوين" يمكن أن يتم التلاعب به بطرق عديدة. واعتبر أن هذه العملات الإلكترونية محفوفة بالمخاطر وبالتالي سينتظر قبل أن يستثمر مستخدمًا هذه العملات. وأضاف في مقاله أمس الأربعاء، أن الغطاء المالي يكون من المعادن النفيسة مثل الذهب، لمواجهة التضخم وتراجع أسعار العملات. متابعًا أنه مع ارتفاع مستوى المعيشة، يرتفع أيضًا سعر الذهب. لكن "بيتكوين" لن تكون غطاء مالي يتأثر بشئ، بل وربما تكون مؤشر مخيف. ومثل أي عملة تمر بها لحظات ارتفاع وانخفاض في القيمة كثيرًا. ومنذ سنوات قليلة، يقول واسيك، إن بيتكوين فقدت أكثر من 90% من قيمتها. وأكد على أن من يريدون الاستقرار فليست العملات الإلكترونية هي النوع الذي يمكن التعامل معه. فيما قالت مؤسسة مورجان ستانلي للخدمات المالية، أمس الأربعاء، إن بعض المستثمرين يؤمنون بأن "بيتكوين" هي أفضل غطاء ضد التضخم والاضطرابات مقارنة بالذهب. ونقل موقع بلومبرج، عن توم برايس، الخبير الاقتصادي بمورجان ستانلي، قوله إن عملة بيتكوين والذهب يقدمان مميزات مشابهة كغطاء نقدي مثل أنه يمكن استبدالهما بالنقود، كما أنه يمكن نقلهما وقابلين للتجزئة. لكن برايس أضاف أنه من المبكر جدًا اعتبار أن الاستثمار في عملة بيتكوين هو الأفضل. وكتب برايس في تقرير له بتاريخ 14 أغسطس: "عبر الألفية، أظهر الذهب قدرته على الحفاظ على قيمته في مواجهة كل الظروف". لكن على النقيض فعملة بيتكوين تحتاج إلى ضوء أخضر من أجل البقاء. وتابع أن الإقبال على بيتكوين صار جنونيًا في الفترة الأخيرة مع بدء شركات كثيرة في تطوير التجارة الإلكترونية. وعلى النقيض، وفقًا لبلومبرج، تراجع التحرك نحو الذهب. فالأسعار قاربت 1.300 دولار للأوقية، بعد ارتفاع 11% هذا العام على خلفية تراجع الدولار والمخاوف بسبب التوترات العسكرية بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية. وذكر المسئول في "مورجان ستانلي" أن بيتكوين شبيهة بالعملة التي تُصدر دون غطاء نقدي، وتعتبر وسيلة جيدة لنقل الأموال لأن تكاليف التداول بها أرخص. وفي نهاية حديثه للموقع الأمريكي قال برايس إن النظرة العامة بأن هذه العملة هي أفضل من الذهب كغطاء ضد التضخم وعدم الاستقرار، يجب أن يتم مراجعتها.
