على مساحة حوالي 5 أفدنة، تقع منطقة مقابر 8 قرى وعزب، تتبع مركز سيدي سالم بكفر الشيخ، يحدها من جوانبها الأربعة، مزارع سمكية، خاصة بأشخاص معينة، وتحولت تلك المنطقة لمشاكل قوية بين أهالي هذه القرى والعزب، وأصحاب هذه المزارع، نتيجة وقوع تعديات على مساحات من هذه المنطقة، بسبب تلك المزارع، أدت إلى تقلصها، وانخفاض مستواها عن الأرض. "مقابرنا اختفت بسبب تعديات أصحاب المزارع السمكية".. هكذا كانت كلمات "صيام السيد السحيمي"، إمام وخطيب بالأوقاف، وأحد أهالي قرية السحيمي التابعة لمركز سيدي سالم، والمتضررين، من تعديات أصحاب المزارع السمكية، ل"مصراوي". وقال: "نحن أهالي 8 قرى تابعين لمركز سيدى سالم هي: أبو يوسف، ونصار، وحسن الفقي، والحمراوي، وعبد الباعث الفقي، وأبو صالح، وأبو سعدة، والسحيمي، متضررون من تعديات أصحاب المزارع السمكية، على المنطقة المخصصة لمقابر هذه القرى المذكورة، من جهاتها الأربعة، حيث يحدها من الحد البحري مزرعة ملك "س,ج"، ومن الحد الغربي مزرعة "م.ع.ح"، ومن الحدين القبلي والشرقي مزرعتين ملك "م.ت". وكشف عن هبوط منسوب أرض هذه المقابر، إلى مستوى سطح المزارع السمكية، المحيطة بها، بسبب تراكم مياه الأمطار، وهبوب الرياح، والعواصف، خلال فصل الشتاء، أدى إلى امتداد مياه هذه المزارع لها، موضحًا أنه حدث قبل ذلك عمليات ردم باللوادر في الحدود الأولى لمنطقة المقابر، أسفرت عن اختفاء مقابر لبعض الأسر، أمام أعين الجميع دون أن يحرك أحد ساكنًا تجاه هذه المهازل، بحسب قوله. من جانبه، أكد ياسر عبد الباسط، أحد الأهالي، أن المساحة الحقيقية لأرض هذه المقابر، منذ بداية إقامتها وتخصيصها مقابر لدفن موتاهم، كانت عبارة عن 25 فدانًا، منذ سنوات مضت، وبالصدفة البحتة، وخلال عمل مقايسات بهذه المنطقة، تبين لهم أنها حوالي 5 أفدنة فقط، بسبب المزارع السمكية المحيطة بها، لحدوث تعديات عليها من قبل أصحابها. وأوضح أن أسرته فقدت مدفن جدته، ولم يستطيع أحد تحديد مكانه، نتيجة هذه التعديات، موضحًا أنه جرى تقديم محضر في الشرطة حمل رقم 45 جنح نقطة شرطة قرية أبو غنيمة، بتاريخ 12 / 8 / 2017، وأعيد قيده برقم 221 / 12 لسنة 2017 جنح مركز شرطة سيدي سالم، ضد شخصين من أصحاب هذه المزارع، مطالبًا الوحدة المحلية لمركز ومدينة سيدي سالم، بالتحرك السريع، قبل اختفاء المساحات المتبقية بهذه المقابر، بسبب هذه التعديات. ونفس الأمر، أكده علي محمد عبد الله، عامل زراعي، ويقيم بعزبة علي، أن مقبرة أسرته اختفت تمامًا، وسط تزايد التعديات التي تجرى علنيًا وباستمرار، على مقابر القرى ال8، دون أن يستطيع أي مسئول من الوحدة المحلية لقرية أبو غنيمة، أو مجلس مدينة سيدي سالم، إيقاف هذا الأمر، إلى أن حدث تآكل تمامًا بالأطراف الحدودية لتلك المنطقة نتيجة المزارع السمكية المحيطة بها. وأشار محمد أبو حلاوة، أحد أهالي القرى الثمانية، إلى أنهم حاولوا التفاهم مع أصحاب هذه المزارع السمكية، بشأن هذا الأمر، وكان ردهم أن لديهم أوراقًا من أملاك الدولة تثبت حقوقهم نحو صحة إقامة مشروعاتهم، دون حدوث أي تعديات، مؤكدًا أنهم اشتكوا للمسئولين أكثر من مرة لمعاينة الأمر على الطبيعة، ولكن دون جدوى. وطالب أهالي هذه القرى، اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، بتشكيل لجنة من أملاك الدولة بالمحافظة، واملاك الدولة بقرية أبو غنيمة، والوحدة المحلية لمركز ومدينة سيدي سالم، والوحدة المحلية لقرية أبو غنيمة، لإجراء معاينة على الطبيعة لمساحة أرض المقابر الخاصة بدفن موتاهم فيها، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخطئين، مراعاة لحرمة الموتى. من جانبه قال السيد توفيق، رئيس مركز ومدينة سيدى سالم، في تصريحات خاصة ل"مصراوي"، إنه بالفعل تلقى شكاوى من أهالي القرى ال 8 المذكورة، بشأن وقوع حالات تعد من جانب أصحاب المزارع السمكية على منطقة المقابر المخصصة لدفن موتاهم، وبناء عليه شكل لجنة بمعرفته، لبحث هذا الأمر. وأضاف توفيق، أن اللجنة تشكلت من مسئولين بأملاك الدولة بقرية أبو غنيمة، ورئيس القرية المذكورة، لعمل المقايسات اللازمة، وتدوين ما تُسفر عنه أعمالها، للوقوف على صحة شكواهم، أو من عدمها، واتخاذ اللازم حيال هذا الأمر، والوحدة المحلية بمركز ومدينة سيدي سالم، في انتظار تقرير هذه اللجنة.
