يواجه مزارعو المانجو في الإسماعيلية، موسمًا صعبًا، في ظل عدد من الصعوبات التي اختلفت عن الأعوام السابقة، تمثلت في ظل ارتفاع أسعار الوقود، والمعدات، والأيدي العاملة، بالإضافة إلى انتشار الحشرات القشرية، وإفرازاتها التي تسببت في ظهور مرض "العفن الهبابي". العفن الهبابي وقال محمد علي نصر، مزارع، إن أهم التحديات التي واجهت مزارعين المانجو العام الحالي، هي ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات والسولار المشغلة، لماكينات الري والآلات، بالإضافة إلى ارتفاع أجرة الأيدي العاملة، وأسعار المبيدات والمغذيات، مضيفًا أن ظهور الحشرات القشرية وإفرازاتها التي تسبب العفن الهبابي، التي أدت إلى انخفاض إنتاجية الفدان من 4 أطنان إلى طن واحد أو أقل. وأوضح نصر، أن العفن الهبابي، يعوق عملية التمثيل الضوئي لورقة الشجرة الخضراء، والتي تعتبر مصنع غذاء الشجرة والثمار، ما يؤدي لقلة الثمار، بالإضافة إلى آفة الحشرات القشرية، التي كانت آفة ثانوية، حتى 3 سنوات فقط، إلى أن أصبحت آفة أساسية، دمرت مزارع الإسماعيلية، بحسب ما قال. "المانجة غالية" الحاجة أم أحمد، امرأة أربعينية، أرغمها موت زوجها المفاجئ على العمل لتوفير متطلبات أبناءها الخمس، قالت: "الناس مستغلية المانجة السنة دي، أنا بجيب الكيلو بالإضافة إلى مشالها ب5 جنيهات الكيلو، وبأطلع أجرة التروسيكل، والباقي رزقي ورق عيالي". أما عن أنواع وأسعار المانجو الإسمعلاوي، قال حمودة عبدالله، بائع بسوق الجمعة: "يوجد أكثر من 100 نوع لكن أشهرهم السكري الأبيض، والزبدة، والعويس، والسكري الممتاز، والبربري، والهندي، والتيمور، والسنارة، والجونفيا، والدبشة، والمنشاوي، ونبيل"، والأنواع البلدية، وفي أنواع متأخرة النضج، منها أنواع أجنبية مثل "الكيت"، و"الكنت" و"الناعومي". ويضيف: "أسعار هذا العام مرتفعة عن العام الماضي بنسبة لا تقل عن 50%، إلا أن المانجو السكري الأبيض وهو الأشهر، يباع من أرضه بسعر 13 جنيهًا للكيلو، ويباع للمستهلك حتى 18 جنيهًا، والمانجو المكمورة، الأقل جودة يباع منها الكيلو بسعر الجملة بسعر 8 جنيهات، وتباع ب10 جنيهات للمستهلك، و"الزبدة" يصل ثمن الكيلو منها إلى 10 جنيهات من المزرعة، و"العويسي" حدث ولا حرج الآن، بسعر 23 جنيهًا للكيلو من المزرعة وتباع 30 جنيهًا للمستهلك، والفص العويس يصل ثمنها إلى 30 جنيهًا للكيلو من المزرعة، وتباع ب35، و40 جنيهًا، المانجو هذا العام مرتفعة نظرًا لقلة الإنتاج". رش جماعي ويقول الدكتور السيد خليل مبارك وكيل زراعة الإسماعيلية: "بذلنا جهدًا كبيرًا من أجل الموافقة على الرش الجماعي لأشجار المانجو، بعد رفع مذكرة لمحافظ الإسماعيلية، ووزير الزراعة، للموافقة على رش أشجار المانجو، بعد جمع المحصول ابتداء من شهر سبتمبر المقبل، بالزيوت المعدنية والصابون الزراعي، رش جماعي، ووصلت لمديرية الزراعة أرصدة من الزيوت المعدنية والصابون الزراعي ويتم تجهيز المواتير والعمال". وأشار مبارك، إلى أنه يتم تصدير أكثر من 30% من إنتاج المانجو الإسمعلاوي، لأوروبا والدول العربية، وأن أكثر الدول العربية المستوردة هي الإمارات والكويت والسعودية والبحرين، وإن الدول الأجنبية معظم دول الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن المانجو الإسمعلاوي هو الأشهر والأجود، فهناك محافظات أخرى تزرع المانجو مثل الجيزة والشرقية لكن المانجو الإسمعلاوي، تتفوق في الطعم والجودة، وأن المساحة المزروعة لهذا العام بالإسماعيلية بلغت 110 آلاف فدان. وأضاف المهندس محمد فؤاد، رئيس أقسام المكافحة بإدارة القنطرة شرق، أن إدارة المكافحة بذلت مجهودًا كبيرًا هذا العام بتنظيم أكثر من 52 ندوة، تناولت مرض العفن الهبابي، حاضر فيها أساتذة من معاهد بحوث البساتين ووقاية النبات وكلية زراعة جامعة قناة السسويس، كما حضرها جميع المزارعيين في 7 مراكز الموجودين في الإسماعيلية، وأقيمت الندوات في كل مراكز وقرى المحافظة. وأضاف فؤاد، أن هناك توصيات لمزارعي المانجو، بضرورة إجراء عملية التقليم، وفتح قلب الشجرة، بعد جمع المحصول، لدخول آشعة الشمس، وجمع مخرجات التقليم، فور عملية التقليم، والتخلص منها خارج المزرعة. نصائح لموسم جيد ويوضح فؤاد، أنه يجب التخلص من الحشاش لأنها المصدر الأساسي لجميع الآفات وخاصة الحشرات القشرية، التي تسبب مرض العفن الهبابي، والاعتدال في الري وعدم ترك المياه راكدة، لتجنب الرطوبة حول الأشجار، بالإضافة إلى أنه يجب ألا يزيد طول الشجرة عن 5 أمتار حتى يمكن إجراء عملية المكافحة. ويكمل: "ثم ترش الأشجار، ب"أوكسي كلورو النحاس"، 400 جرام، لكل 100 لتر ماء، لتطهير النبات، وكذلك الرش بالزيوت المعدنية الصيفية، بمعدل واحد ونصف لتر لكل 100 لتر ماء، مع إضافة 150 سنتيمتر مبيد موصي بي لكل 100 لتر ماء، للتخلص من الحشرات القشرية، التي تسبب مرض العفن الهبابي، ثم غسيل الأشجار بالصابون الزراعي في مواتير رش بمعدل واحد ونص لتر لكل 100 لتر ماء، للتخلص من العفن الهبابي.
