أشاد تقرير أعدته منظمة "سوفان جروب" للبحوث الاستراتيجية والأمنية، ومقرها ولاية نيويوركالأمريكية، بافتتاح مصر قاعدة "محمد نجيب" العسكرية في صحراءها الغربية، والتي تجسد دليل على أهمية التحدي عبر الحدود المصرية مع ليبيا، وتعتبرها الحكومة المصرية أكبر تهديد لأمنها القومي، وفقًا لما ورد بالتقرير. وأوضح التقرير أن حضور كل من قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الأمير محمد بن زايد، يمثل إشارة إلى أهمية القاعدة العسكرية لمصر وشركائها الإقليميين، لاسيما وأن ليبيا باتت ساحة للمنافسة بين الخصوم الإقليميين، حيث دعمت مصر ودولة الإمارات الرجل القوى العسكري التابع للجبهة خليفة حفتر ضد منافسين يعملون بدعم من قطر وتركيا. وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح قاعدة "محمد نجيب" العسكرية، بمدينة الحمام في مرسى مطروح، يوم 25 يوليو الماضي، والتي تُعد أكبر قاعدة عسكرية في إفريقيا والشرق الأوسط. ووفقًا للتقرير، كانت مصر والإمارات من بين أقوى المؤيدين لحفتر، حيث قدمت مساعدات سياسية ومالية، فضلًا عن الدعم العسكري المباشر لحملاته ضد منافسيه، والتي تضم الجماعات الإسلامية في شرق ليبيا، حيث يشير إنشاء أكبر قاعدة عسكرية للقارة على مقربة من ليبيا إلى نية مصر في مكافحة التهديد الإرهابي بشكل استباقي. وأشار التقرير إلى أن محادثات السلام، التي توسطت فيها فرنسا بين حفتر وحكومة الوفاق الوطني، تعتبر اعتراف قوي بنجاح الاستراتيجية التي استخدمتها مصر والإمارات العربية، حيث يمثل اللقاء دليل على اعتراف متردد من جانب المجتمع الدولي بأن حفتر أصبح قوة سياسية وعسكرية رئيسية في شرق ليبيا، علاوة على أن دعم مصر لحفتر يمكن أن يوفر لمصر درجة من العمق والأمن الاستراتيجيين على حدودها الغربية. وبحسب التقرير، قد تكون ليبيا الوجهة الجديدة للمرحلة المقبلة من المنافسة الجيوسياسية، بين قطر من جهة ومصر والإمارات من جهة أخرى، وذلك بالتزامن مع اشتعال الصراع الإقليمي، مؤخرًا، بين قطر والمملكة العربية السعودية، منذ أن أدت أزمة قطع التحالف السعودي العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وفرض حصار بري وجوي في مطلع يونيو الماضي. كما أكد التقرير أن ليبيا أصبحت مصدر قلق دائم لمصر مع غياب الاستقرار، الأمر الذي أدى إلى تفاقم مخاطر الإرهاب على الساحة الداخلية المصرية، مع وجود حدود طويلة يسهل اختراقها بين البلدين، لافتًا إلى أن ليبيا باتت مصدر رئيسي للأسلحة للجماعات الإرهابية التي تعمل في جميع أنحاء مصر.
