تحدت عادات وتقاليد لا تعرف الفقير ولا ترحم ضعفه، لم تجد أمامها طريقًا آخر. "سناء غريب" 55 عامًا، امرأة "قنائية" أرادت أن تناطح الرجال في قلب الصعيد، وتكسب قوت يومها من الرزق الحلال، الذي يسره الله لها. "فخورة بنفسي وأولادي".. هكذا بدأت سناء حديثها ل"مصراوي"، مؤكدة أن لها كل الحق في الفخر، وهي التي اختارت أن تكون أول سائقة سيارة أجرة "ميكروباص" في الصعيد. وقالت سناء، إنها تحدت العادات والتقاليد، ونظرة المجتمع القنائي شديد الخصوصية لها، فهو مجتمع له طبيعة قبلية، تمنع وتتحفظ على عمل المرأة عمومًا، وخاصة عملها في وظائف تختلط فيها بالرجال، مضيفة أن الأمر لم يخل من عدة مضايقات، من قِبل زملائها الجدد، لكنها أكدت في النهاية، أنها استطاعت أن تكسب الجميع، بعد أن أثبتت جدارة ونجاح. سناء تعمل سائقة على إحدى أخطر الطرق الصحراوية، في المحافظة، لأكثر من 5 أعوام كاملة كان طريق "قنا - إسنا" الصحراوي الغربي السريع، ذو الطبيعة الوعرة، مكان علمها المفضل، لتقطع وحدها في اليوم الواحد أكثر من 500 كيلو متر، ذهابًا وإيابًا، لترجع في النهاية إلى منزلها محملة بكل ما يحتاجه أبنائها. نجحت سناء في أن توصل ثلاثة من أبنائها إلى مرحلة التعليم العالي، في جامعة قنا، بالإضافة إلى تزويج بنتين، مؤكدة أنها فخورة بأبنائها وبنفسها ولا تخجل من مهنتها، لأنها لم تكسب مليمًا واحدًا من حرام، مشيرة إلى أنها رفضت أي صدقات أو معاشات أو تبرعات، من أي جهة، رغم أنها ملتزمة بقسط السيارة الميكروباص الذي يصل إلى 3000 آلاف جنيه في الشهر. قصة كفاح سناء غريب، لم تجد لها طريقًا إلى المجلس القومس للمرأة أو لتلك الجهات التي تدعي، أنها مسخرة لخدمة المرأة المعيلة والمحتاجة، فلا تكريم يذكر، أو مساعدة. سناء قالت إنها تتلقى سنويًا اتصالًا من المجلس القومي للمرأة بقنا، للاعتذار عن عدم اختيارها في مسابقة "الأم المثالية"، ما دفع عدد من المتابعين والمراقبين، لدعمها وإنشاء صفحات تأييد وتضامن لها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتحوز على لقب الأم المثالية لعام 2017. سناء وجهت تحية خاصة للرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدة أنها ترغب في لقاءه، واصفة إياه بالراعي الأول للمرأة المصرية.
