قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم السبت، إنه من "المثير للانتباه التقارب الواضح بين إيرانوتركيا في أزمة قطع عدة دول عربية علاقتها بقطر، حيث تأمل طهران في خلق منطقة نفوذ جديدة بين تركياوإيرانوقطر ضد التكتل السني وإسرائيل". وأوضح تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن "ما يحدث فى المنطقة، حاليًا، يمثل خروجا عن السرد القائل بأن الشرق الأوسط مقسم بين تحالف يقوده السنة في الرياض وتحالف يقوده الشيعة في طهران"، منوهًا إلى أن ذلك من "شأنه أن يخلق تقارب بين تل أبيب والرياض والقاهرة، لاسيما وأن كل من قطروتركيا أقامت علاقات وثيقة مع حماس على مدى العقد الماضي". وبحسب الصحيفة، تسعى طهران إلى موائمة مصالحها مع أنقرة، حيث يشكل الأكراد السوريون عائقا رئيسيا أمام محاولة إيران بناء طريق يمر عبر العراقوسوريا، ومن ثم يتفق الجانبان في ادراك خطورة الجماعات الكردية السورية، علاوة على الخلافات الواضحة في سوريا، حيث تدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد وتركيا تقدم الدعم للمتمردين، حيث قام رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بزيارة طهران في عام 2016 لمناقشة خلافاتها في سوريا، علاوة على ذلك أدانت إيران الغارات الجوية التركية داخل العراق في إبريل الماضي. ووفقًا للتقرير، كانت إيرانوتركيا، على مدى العقد الماضي، على خلاف واضح بشأن بعض السياسات في المنطقة، ففي عام 2012، ألقت قناة "بريس تي في" الإيرانية باللوم على تركيا من أجل "تنفيذ الخطط السعودية والقطرية للتحريض على العنف الطائفي وإثارة الفتن في العراقوسوريا، وبالتالي اشتكت تركيا إلى إيران بسبب تعليقات الصحف الإيرانية على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قضية إعدام رجل دين شيعي في السعودية. وأشار التقرير إلى أن الأمور انقلبت عندما اضطرت تركيا إلى الاختيار بين قطر والسعودية في أزمات الخليج، التي اندلعت في الخامس من يونيو عندما قطعت السعودية ونصف الدول الأخرى علاقاتها مع قطر وبدأت عزلها بإغلاق حدودها البرية الوحيدة، على الرغم من تقسيم دول المنطقة عبر نظرة طائفية، إيرانوسوريا وحزب الله والحوثيون في اليمن من جانب واحد تعارضها الدول السنية، ولذلك فإن الصراع في العراقوسوريا يرمز إلى هذا الانقسام، لكن العلاقات بين قطروإيرانوتركيا تخلق مجالا ثالثا وموازنة للانقسام الطائفي. وفي غضون الأسبوعين الماضيين، أرسلت تركيا أطنانا من المواد الغذائية إلى قطر، إضافة إلى نشر ما يصل إلى ألف جندى تركي، وقد سعت تركيا إلى إيجاد حلا للأزمة خلال المحادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، ودعت السعودية الى تخفيف سياستها، كما زار وزير الدفاع القطريتركيا في نهاية الأسبوع، وفي الوقت نفسه، أدان الرئيس الإيرانى حسن روحاني مؤخرا "حصار قطر". وتضيف الصحيفة الاسرائيلية، أن تل أبيب تبحث عن ايجاد فرص للتقارب مع السعودية، على الرغم من ان إسرائيل لديها علاقات تجارية مع تركيا، حيث ترى القيادة الإسرائيلية أن تركيا تعد شريكا تجاريا رئيسيا وفاعلا في الأمن الإقليمي، لاسيما وأن تركيا تحاول القيام بدور في قطاع غزة، ولذلك فإن الموائمات السياسية بين تركياوقطروإيران هو مفتاح إسرائيل في موازنتها لنهج سياستها تجاه المملكة العربية السعودية والتوترات في سوريا وعلى طول الحدود اللبنانية.