أكد البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق سدراك، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر، أن زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس إلى مصر خلال الأيام المقبلة تأتي استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وردا لزيارة الأساقفة وبطريرك الكنيسة الكاثوليكية للبابا في شهر فبراير الماضي. ونوه البطريرك - خلال لقاء تلفزيوني على القناة "الأولى" المصرية اليوم الإثنين - بأن بابا الفاتيكان هو رأس الكنيسة الكاثوليكية في أنحاء العالم، وهو صديق لمصر وله ثقله العالمي من الناحية الأدبية والروحية والسياسية، كما تفرض شخصيته نفسها على العالم كله من خلال مواقفه وتصرفاته. وأشار سدراك إلى أن البابا فرانسيس يعبر بصدق شديد عن محبته لمصر والمصريين والكنيسة المصرية. وأضاف أن تأكيد البابا فرانسيس على زيارة مصر المقررة في موعدها رغم الهجمات الإرهابية على كنيستي طنطاوالإسكندرية، هي رسالة مفادها أن "الصديق يعرف وقت الشدة". وتابع سدراك، أن بابا الفاتيكان هو رجل سلام يأتي إلى أرض السلام ، وهذا شعار تم اختياره في مجلس البطاركة والأساقفة، وهي تبين مصر بكل حضارتها ودورها في الدين والإيمان، أي الحضارة تمتص التطرف. وأشار البطريرك إلى أنه لا يستطيع جانب واحد التصدي للتطرف، داعيا إلى محاربة الفكر المتطرف، قائلا " لو أنا أؤمن بدين معين ، من المفترض أن هذا الدين يساعدني في أن أكون أكثر إنسانية وأكثر وطنية للبلد". وردًا على رسالة السلام التي يحملها بابا الفاتيكان في كيفية توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب، أجاب قائلا: "إن الجانب الاقتصادي والفكري والديني له دور كبير في التصدي للإرهاب"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الهوس الديني الذي ظهر حاليا بدون مضمون. وشدد على ضرورة محاربة الأفكار المتطرفة في عقول الشباب الأجانب خارج مصر، مشيرًا إلى أن هناك شبابا يتم تجنيدهم نتيجة لأفكار مغلوطة، بالإضافة إلى استغلالهم في القضايا السياسية التي يغطيها الرداء الديني. وأكد الأنبا إسحق على أن زيارة البابا فرانسيس لمصر تشير إلى دورها المهم في العالم وبناء السلام، معتبرا أن ما تمر به مصر حاليا من أزمات صعبة تعد جزءا من مسيرتها للوصول إلى الاستقرار ومستقبل واعد وخروجها من الأزمات المفتعلة. وعن كيفية تجنب مصر للفتن والأزمات، قال الأنبا إسحق " يجب أن نؤمن إننا في خدمة وطنا، ولابد من التعلم من أخطائنا السابقة ، ويجب اتخاذ مواقف حاسمة ووضع قواعد صارمة". ووجه الأنبا إسحق في ختام اللقاء الشكر إلى كل المسئولين القائمين على ترتيب وإعداد زيارة البابا فرانسيس، مشيدا في الوقت ذاته بكل الجهود المبذلة في هذا الصدد.
