لم يكن التعامل الطبي رحيمًا بالطفلة "جنا"، التي صدمتها سيارة خلال لهوها أمام ورشة أبيها في أبوالمطامير بالبحيرة، وزاد من معاناتها وأسرتها أضعافا، لينتهي ببتر ذراعها، وإكمال حياتها ضمن كشوف "ذوي الاحتياجات الخاصة"، وتخوض معركة الحياة بذراع وحيدة، بعد مرورها على 3 مستشفيات. يروي صبري رشدي، والد الطفلة "جنا"، تفاصيل الواقعة ل"مصراوي": "تعرضت طفلتي لحادث أمام الورشة، وأصيبت بقطع جرحي، فتوجهت إلى مستشفى أبوالمطامير المركزي، فاستقبلنا طبيب يُدعى "ا. ص"، وقّع الكشف عليها، وعمل جبس في يدها فقط، دون توصيل شريان مقطوع باليد". إلا أن الشك ساور والد الطفلة، نظرا للتعامل الطبي السريع وغير الدقيق مع إصابة ابنته، فذهب بها لمستشفى حوش عيسى المركزي، ليزيل أحد الأطباء الجبس، ويحولها للمستشفى الجامعي بالإسكندرية، مضيفا: "الأطباء في المستشفى الجامعي أخطأوا نفس الخطأ، وأعادوا تجبيس ذراعها، دون الانتباه للشريان المقطوع، الذي يستوجب حجزها بالمستشفى". وتابع والد الطفلة: "استمرت يد ابنتي في الجبس لمدة 14 يوما، دون تحسن، وساءت حالتها يوم عن الآخر، نتيجة عدم وصول الدم للأطراف، حتى قرر الأطباء بترها، فحررنا المحضر رقم 33 إداري نقطة شرطة مستشفى الجامعة بالإسكندرية، ضد الأطباء المشرفين بسبب الإهمال". وفي تصريحات ل"مصراوي" قال الدكتور أشرف القصبي، مدير مستشفى أبو المطامير، إن الطفلة دخلت المستشفى يوم 31 مارس الماضي، الساعة 7 مساء، وتم الكشف عليها بمعرفة الطبيب المذكور، وطلب عمل أشعة أظهرت وجود كسر، وتم تجبيس يدها ومغادرتها، معلنا كتابة تقرير بالواقعة تمهيدا لإرساله للجهة الإدارية مرفقا بالأشعة والمستندات الطبية للتحقيق، وتحديد الجهة المسؤولة، نظرا لمرور الطفلة على 3 مستشفيات". وكشف الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة في تصريح خاص ل"مصراوي"، عن تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة، وجمع المعلومات وكافة التفاصيل، نافيا التستر على أي وجه للإهمال أو التقصير، ومشددا على إحالة المسؤول للنيابة.
