قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، الاثنين، إن نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أيا كانت، سيكون لها صدى يتخطى الحدود الفرنسية إلى ساحات القتال في سوريا والتجارة في هونغ كونغ وقاعات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتصدر الوسطي إيمانويل ماكرون، 39 عاما، نتائج الجولة الأولى الأحد بحصوله على 23,86 في المئة من الأصوات، فيما حلت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان، 48 عاما، في المرتبة الثانية بحصولها على 21,43 في المئة من الأصوات، محققة نتيجة تاريخية لهذا الحزب وصلت إلى سبعة ملايين صوت، بحسب نتائج شبه نهائية. وأضافت أسوشيتد برس أن مستقل أوروبا على المحط مع اختيار هذه البلاد رئيسا في انتخابات لم تشهد لها فرنسا مثيلا من قبل، وهي قد تعيد تشكيل هوية البلاد التي كانت عليها في حقبة ما بعد الحرب، وتظهر ما إن كانت الشعوبية العالمية في صعود أو في تراجع. وأفضت الجولة الأولى التي شهدت مشاركة كثيفة ناهزت 80 في المئة وسط تدابير أمنية مشددة على خلفية المخاطر الإرهابية، إلى خروج الحزبين التقليديين الكبيرين اليميني واليساري من السباق، للمرة الأولى منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958. وعددت الوكالة الأمريكية عدة أسباب لأهمية السباق الانتخابي إلى الإليزيه الذي يتحدد في جولة الإعادة في 7 مايو المقبل: الخوف من فريكسيت تأمل فرنسا في انحساب فرنسا من الاتحاد الأوروبي وعملته المشتركة. وهي ضربة قد تكون أكثر سوءا من خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية ويمكن أن توجه الضربة القاضية للاتحاد الأوروبي واليورو وفكرة الوحدة الأوروبية بأكملها والتي ولدت من دماء الحرب العالمية الثانية، وفقا للوكالة. ولفتت إلى أن فرنسا عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي، وكانت محركه الرئيسي إلى جانب ألمانيا، منافستها السابقة. وقالت أسوشيتد برس إن معظم المرشحين الأحد عشر في الجولة الأولى خاضوا حملاتهم ضد الاتحاد الأوروبي، وحملوه مسؤولية عدد لا يحصى من المشاكل الاقتصادية والأمنية، وسوف تحمل لوبان تلك اللافتة بفخر في جولة الإعادة. وقد أعربت الأسواق المالية عن ارتياحها بتقدم ماكرون في الجولة الأولى، لكنها شديدة الهياج والغضب من احتمالية خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي (فريكسيت)، خوفا من السيطرة على نقل الأموال وهروب رأس المال والتخلف عن السداد والدعاوى القضائية بشأن السندات والعقود. وقلل فريق لوبان من السيناريوهات المروعة، وجادلوا بأن اليورو في طريقه إلى التفكك في نهاية المطاف. وحملت لوبان أيضا اتفاقات التجارة الحربة مسؤولية قتل الوظائف الفرنسية، وترغب في إعادة التفاوض بشأن تلك الاتفاقات، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في تعقيدات مالية بالنسبة لبقية أوروبا وشركاء فرنسا التجاريين. ترامب والشعبوية حال فازت لوبان، فقد يشكل هذا نصرا مدويا لموجة الشعوبية التي عكسها انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت). وقد سئم الكثير من العمال الفرنسيين الذين فقدوا وظائفهم بسبب العولمة، من أحزاب السلطة، وجذبتهم الأحزاب التي تتعهد بالتخلص من الوضع القائم. وتشير استطلاعات الرأي الراهنة إلى أن لوبان سوف تواجه أوقات عصيبة في اقناع ما يكفي من الناخبين للانضمام إليها في الجولة الثانية. لكنها قد تحوز على دعم من أنصار مرشح اليسار المتطرف، جان لوك ميلينشون الذي يشاركها الغضب من النظام المالي العالمي والنخبة العالمية. أما ماكرون فطالب الأمل في أوروبا في كلمة النصر، وتلتزم الأحزاب المحافظة والاشتراكية الرئيسية التي تلقي بثقلها ورائه، بالوحدة الأوروبية. وصور ماكرون نفسه على أنه الحصن ضد الحمائية الترامبوية. الأسد وبوتين قالت أسوشتيتد برس إن فرنسا حليف رئيسي للولايات المتحدة في الحملة ضد تنظيم داعش ولاعب دبلوماسي رئيسي، بالنظر إلى أنها قوة نووية ولها مقعد دائم في مجلس الأمن، ولها عشرات الآلاف من الجنود منتشرين حول العالم. وأضافت أن ماكرون، حال انتخابه، من المرجح أن يصعد من العمليات الفرنسية ضد المتطرفين في العراقوسوريا ومنطقة الساحل الأفريقي – ويصعد من الضغط على روسيا بشأن أوكرانيا وتصرفاتها لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. على الجانب الاخر، تدعم لوبان بقوة الأسد ونأت بنفسها عن ترامب بسبب الضربات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت نظام الأسد. كما أنها التقت مؤخرا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد تدفع لرفع العقوبات المفروضة على موسكو بسبب النزاع في أوكرانيا.