اتهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، السير جون ميجور، حكومة تريزا ماي بتضليل الشعب البريطاني بخصوص خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت" من خلال "ثقة وردية" بشأن آمال "عالية كثيرا" قد لا تتحقق. وانتقد السير جون، في تصريحات نقلتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، رئيسة الوزراء البريطانية ووزراءها لعدم ذكرهم التكاليف الضخمة للبريكسيت بما في ذلك فاتورة انفصال عن التكتل بقيمة 60 مليار جنيه إسترليني – وضرر محتمل كبير يلحق بخدمات الصحة العامة والرفاهية. وقال السير جون إن "آمال من أيدوا مغادرة الاتحاد عالية كثيرا حيث يظنون بأن الدول تصطف من أجل إبرام اتفاقات تجارية معنا وأن أفضل أيامنا هي القادمة"، مضيفا "هذا أسلوب تحريضي ومن أجل صالح بلادنا، آمل بأن تثبت صحة وجهة نظرالمتفائلين لكني لست متأكدا من أن آراءهم ستكون سليمة". وتابع :"من خلال خبرتي في المفاوضات الدولية والحرص على المصالح القومية التي ترافقها، أشك في الثقة الوردية التي تعرض بها الأمور على الشعب البريطاني". وأوضح أن "الوزراء القائمين على (بريكسيت) والمنوط بهم تنفيذه يتحدثون عما ستأخذه أو تناله بريطانيا من إبرام اتفاق مع التكتل، لكن لا نسمع شيئا عن الثمن الذي سنقدمه في المقابل". وأضاف "إذا كان هناك من يعتقد بالفعل أن أوروبا ستترك كل ما نتمناه دون دفع ثمن ذلك فإن هذه سذاجة غير عادية"، مشيرا إلى فاتورة الانفصال التي يسعى إليها كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشال بارنييه، والتي قد تصل إلى 60 مليار إسترليني. ووفقا للسير جون فإن هدف رئيسة الوزراء الخاص بتوقيع اتفاق انفصال واتفاقية تجارة حرة جديدة بحلول 2019 يعد مثار شك نظرا للطبيعة المعقدة لما يجب أن يكون عليه الاتفاق، وهي نقطة تثير التساؤلات لدى بعض النواب المحافظين بالبرلمان وسياسيين أوروبيين. ولفت السير جون إلى أن ماي قالت إنه في حالة لم تحصل على الاتفاق الذي تريده فإنها ستكون مستعدة لترك الاتحاد الأوروبي دون اتفاق والعودة إلى التجارة مع التكتل على أساس قواعد منظمة التجارة العالمية وتحويل بريطانيا إلى اقتصاد حر، معتبرا أنها ووزراءها فشلوا في شرح ما يعنيه، حيث وصف ذلك بأسوأ نتيجة ممكنة لانعكاسات مقلقة بالنسبة للخدمات العامة كالصحة. واستطرد قائلا :"لا يمكننا التحرك إلى اقتصاد سوق حر بشكل كبير دون الابتعاد عن الاستمرار كدولة تضمن رفاهية مواطنيها". وأعرب السير جون ميجور عن اعتقاده بأنه لا توجد نية متعمدة من الحكومة لتضليل العامة خاصة بشأن الهجرة بل إنه امتدح وزير الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس الذي اعترف بأن أعداد المهاجرين لن تنخفض بعد الانسحاب من التكتل، لكن السير جون اعتبر أن الحقائق الفعلية لما سيحدث عقب البريكسيت لا تزال في بداية ظهورها.
