هدأت تحركات أسعار الجنيه بشكل ملحوظ خلال اليومين الأخيرين بعد موجة من الصعود الكبير والمتسارع خلال الأسابيع الأخيرة بدءًا من أول شهر فبراير، حيث ارتفع بنسبة 16% ووصل سعر الدولار إلى 15.75 جنيه حاليًا مقابل 18.75 جنيه في بداية الشهر. ويرى محللون أن موجة الوتيرة السريعة لصعود الجنيه أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى انتهت فعليًا مع الهدوء الحادث في تعاملات اليومين الأخيرين، وسط توقع بعضهم بحدوث هبوط للجنيه خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة ارتدادًا من هذا الصعود ولكنه لن يصل إلى نفس المستويات التي كان سجلها في الأشهر الماضية، وفقًا لهذه التوقعات. من جانبها، توقعت رضوى السويفي رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار فاروس، انتهاء موجة صعود الجنيه بوتيرة سريعة رغم أنه لم يصل بعد إلى قيمته الحقيقية أمام الدولار، لأنه ليس هناك أسبابًا منطقية جديدة تدعو لذلك. وقالت السويفي في تصريحات لمصراوي، إنه من المهم أن يحقق سعر صرف الجنيه استقرارًا أمام العملات الأجنبية حتى لو كان على مستوى أقل من قيمته الحقيقية، وذلك حتى يساعد المستثمرون الأجانب على اتخاذ قرارهم الاستثماري الصحيح، ودخول السوق المصري وهو ما سيزيد من التدفقات من النقد الأجنبي. وأضافت أنه مازالت هناك عدة عوامل ستحدث خلال الفترة المقبلة ستؤثر سواء سلبًا أو إيجابًا على سعر الجنيه، ولكن مع حدوثها لن تكون هناك تحركات حادة في سوق الصرف مثلما حدث في الصعود الأخير. من ناحيته، اتفق إيهاب سعيد العضو المنتدب للفروع بشركة أصول لتداول الأوراق المالية والخبير المالي، مع السويفي في الرأي بانتهاء موجة الصعود السريع لسعر الجنيه أمام الدولار مع هدوء التعاملات خلال اليومين الأخيرين. وتوقع سعيد خلال تصريحات لمصراوي، أن يحدث ارتداد في سعر الجنيه ليبدأ في الانخفاض خلال الفترة المقبلة أمام الدولار ولكن ليس للمستويات التي كان وصل إليها من قبل، حيث يرى أنه سعر الدولار سيصل إلى مستوى 16.5 جنيه. وأرجع سبب توقعه إلى أن أي سلعة في السوق الحر يحدث لها موجات صعود وهبوط وفقًا للعرض والطلب، حيث كان سعر الدولار أمام الجنيه جاذبًا خلال الفترة الماضية عند مستويات 18.75 جنيه مما تسبب في موجة بيع كبيرة وزيادة في المعروض حتى وصل الانخفاض إلى مستوى 15.75 والذي يعد غير جاذب حاليًا للبيع بما يقلل من حدة القوى البيعية. ولفت سعيد إلى أنه يتزامن مع تراجع القوى البيعية، ظهور القوى الشرائية والتي كانت ضعيفة خلال الفترة الأخيرة ممن يرون في السعر الحالي جاذبية للشراء وهو ما سيرفع الطلب على الدولار وبالتبعية سيرتفع سعره ولكن ليس لمستويات مرتفعة وقد يصل إلى ما بين 16.5 و17 جنيهًا قبل أن يعاود الهبوط مرة أخرى. ونبه إلى أن مضاربي الدولار ينتظرون الصعود القادم ليتخلصوا من ما معهم من كميات مخزنة بأكبر مكسب ممكن قبل أن يعاود السعر الهبوط مرة أخرى، خاصة مع القضاء على السوق السوداء نهائيًا تقريبًا خلال الفترة الأخيرة.