تصوير- علاء أحمد: اسمها مصرية يا عم الحاج، حط النقطتين" يقولها أحد أمناء الشرطة من أمام منصة الحكم التاريخي بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، موجهًا حديثه بشيء من الدعابة لرجل خمسيني جلس داخل قاعة المحاكمة يسطر على لافتة بيضاء هتاف مؤيد للحكم "عاش قضاء مجلس الدولة .. تيران وصنافير مصرية". ابتسامة خفيفة وضحكات مكتومة لاحت في وجوه عدد من أفراد الأمن المكلفين بتأمين الجلسة، بعد النطق بالحكم وخروج القضاة وانتقال مشهد الحضور المهيب من داخل قاعة المحاكمة إلى سلالم مجلس الدولة ومحيطها، لتتحول ملامحهم من الجدية والصرامة إلى الارتياح وتنفس الصعداء. سعادة واضحة عقب الحكم بدت على عدد من أفراد الأمن، الذين ابتسموا عن استحياء، وداعب بعضهم الصحفيون ومن حمل كاميرات قائلين "صوروا يا جماعة، حقكم، افرحوا والله"، ليربت أحدهم على كتف زميله "طلعت مصرية". بدأ الحضور في الانسحاب تدريجيًا من قاعة المحاكمة، بعد تنبيه قوات الأمن بضرورة إخلائها، ليستجيب الجميع ويبدأون في الخروج من باب القاعة وسط هتافات حماسية تصدح في أرجاء المكان. أفراد الأمن بالداخل تنفسوا الصعداء بعد ساعات من الجهد لتأمين قاعة المحاكمة، ويجلس ثلاثة منهم بالصف الثاني، أحدهم يهتف بصوت خفيض "مصرية مصرية"، ليرد زميله ضاحكًا "شفت الناس فرحانة إزاي، الجزيرتين طلعوا بتوعنا".
