أثار قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف "تعويم الجنيه" أزمات متتالية داخل الصحافة الورقية لارتفاع أسعار الورق والأحبار لدى دور النشر، مما تسبب في حالة من الأرتباك في كافة المؤسسات الصحفية. خسائر فادحة وقال صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، في تصريح لمصراوي الأربعاء، إن حزمة القرارات الاقتصادية الأخيرة، أثرت بشكل مباشر على الصناعة، وطباعة الورق، وتكلفة الإنتاج، مما سيؤثر بشكل مباشر على أجور الصحفيين في كافة المؤسسات الصحفية سواء حكومية أو خاصة، لافتاً إلى أن تعويم الجنيه أثر بشكل عام على الصحافة وأسعار الأعلانات والتوزيع، مما دفع بعض الصحف إلى تقليل عدد صفحاتها وتقليل إصداراتها. وأضاف: "المشكلة تشمل كل دور النشر نتيجة للاتفاع الخامات". وأكد عيسى، أن هناك مشاكل في الصحف القومية، خاصة بطباعة الكتب المدرسية التابعة لوزارة التربية والتعليم وسترتفع أسعارها، وأن هناك العديد من المطابع انسحبت من إتفاقية المناقصة بين التعليم ودور النشر بسبب رفض الوزارة رفع أسعار التكلفة، لأن في حال خضوع المطابع للأمر الواقع ستتكبد خسائر فادحة. وكان قرار الحكومة ب"تعويم الجنيه" وخفض سعره أمام الدولار أثار أزمة تهدد طباعة الكتب المدرسية للفصل الدراسي الثاني بنسبة تتراوح ما بين 35 إلى 40%، بعد تضاعف سعر الخامات اللازمة للطباعة. وكانت هناك تصريحات لمدير إحدى دور الطباعة والتوزيع الشهيرة، تفيد بأن توزيع الصحف المصرية اليومية والأسبوعية القومية والمستقلة على السواء بلغت نحو 540 ألف نسخة - بحسب تقديراته لعام 2015 وبناء على المعلومات التي يتحصل عليها والإحصاءات التي يقوم بها في سوق توزيع الصحف - مؤكداً أن المؤشرات تدل على أن الصحافة الورقية قد تخفت وتبدأ في التلاشي بحلول عام 2017. الأضرار الناجمة وأعرب مجدي الحفناوي، المدير العام للطباعة والتوزيع بصحيفة المصري اليوم، عن استنكاره للأثار الناجمة عن قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه، وزيادة أسعار الصحف الورقية، حيث أنها كانت تُباع في وقت سابق، ب 1.25 جنيهًا، وأصبحت ب 2 جنيه، وهناك دراسة حالية لزيادتها إلى 3.5 جنيهًا ، وهذا سيقضي تمامًا على الصحف الورقية، لافتاً إلى أن الجرائد الخاصة تتكون من 16 صفحة فقط، ولا يستطيعون تقليلها عن هذا الحد "القارئ لو لقى الجرنال خفيف مش هيشتريه، والمشكلة الحقيقية تكمن لدى الصحفة القومية التي يبلغ عدد صفحاتها 40 صفحة". "الناس مش لاقية تاكل هيشتروا جورنال ب 5 جنيه" هكذا عبر الحفناوي عن غضبه، مطالبًا الجهات الحكومية بإيجاد الحلول المناسبة تجاه تلك الأزمة، ودعم الصحف، وتخفيف الضرائب على الأوراق والأحبار حتى لا تتكبد الصحف الورقية أعباء أضافية. من جانبه قال علاء ثابت، رئيس تحرير الأهرام المسائي، إن هناك اجتماعات مستمرة بن الصحف لبحث التغيرات التى طرأت حديثاً بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة، متوقعاً أن هناك العديد من الصحف ستغلق أبوابها لعدم قدرتها على مواكبة ارتفاع الأسعار، كما أن قرار زيادة أسعار الصحف الورقية سيكون بناءً على قرار جماعي من كافة المؤسسات الصحفية. وقال غالي محمد، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، ورئيس تحرير المصور، إن "المستهلك هيلاحق على ارتفاع الأسعار في الأكل ولا الجرائد"، مشيرًا إلى وجود خسائر فادحة للصحف الورقية عقب قرار تعويم الجنيه، حيث تم اصدار قرار بتقليل المطبوعات والأصدارات الأسبوعية، باعتبار أن المستهلك لن يستطيع تحمل أعباء إضافية، وإيجاد الحلول شبه مستحيلة، وستؤثر بشكل مباشر على المطبوعات. وأضاف محمد: "هناك مشاكل جسيمه بين دور النشر ووزارة التربية والتعليم حيث أنه كانت الصفحة ب 29 مليم وأصبحت بعد تعويم الجنيه، ب 52 مليم، والوزارة رافضه أن تتحمل التكلفة الأضافية، مما دفع المطابع الامتناع عن طباعة الكتب المدرسية تماماً". وفي نهاية حديثه، أكد إرسل مذكرة رسمية للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، لبحث تلك الأزمة التى تواجه الطباعة بشكل عام.