كشفت دراسة جديدة عن نمو وترعرع جيل جديد من مجندي تنظيم الدلة الإسلامية في خلافتهم المزعومة في سورياوالعراق، يتم تلقين هذا الجيل المفاهيم الدينية من لحظة ميلادهم وينظر إليهم على أنهم مقاتلي التنظيم في المستقبل. الدراسة معنية باستغلال الأطفال وسوء معاملتهم بهدف تأمين مستقبل التنظيم الذي يسيطر على مساحات شاسعة من سورياوالعراق وأعلنت العديد من الجماعات المسلحة حول العالم ولائها له. وحقق باحثون من مركر كويليام البحثي المعني بمكافحة الإرهاب ومقره لندن، في طريقة تجنيد تنظيم الدولة الإسلامية للأطفال، وتلقينهم وتدريبهم على الجهاد. وأوضحت الدراسة أن ما يصل إلى 50 طفل من بريطانيا يترعرعون في الأراضي التي يسيطر عليها تنزين الدولة الإسلامية، حيث هناك ما يقدر بما 30 ألف مجند أجنبي بينهم أكثر من 800 بريطاني يعتقد أنهم ذهبوا إلى سوريا للقتال. والتقرير أيدته الأممالمتحدة، وهو تحت عنوان "أطفال الدولة الإسلامية". بني التقرير على دراسة الدعاية التي يصدرها التنظيم ويظهر فيها الأطفال بالتنسيق مع مصادر موثوقة في الخلافة المزعومة التي أعلنها التنظيم في يونيو 2014 على الأراضي التي يسيطر عليها في سورياوالعراق. ووفقا للتقرير، يتطلع تنظيم الدولة الإسلامية لتجنيد الأطفال للمساعدة في الحفاظ على مستقبله. ويتدرب كثيرون كجواسيس ودعاة وجنود "وجلادين" وانتحاريين. وقال مؤلفو التقرير "التنظيم يركز جزء كبير من جهوده على تلقين الأطفال مناهج تعليمية أساسها التطرف، ويشجعهم لأن يصبحوا إرهابيين في المستقبل". وأضافوا "الجيل الحالي من المقاتلين يرون هؤلاء الأطفال كمقاتلين أفضل وأكثر فتكا منهم هم، لأنهم بدلا من اعتناقهم ايديولوجيات متطرفة، فإنهم لقنوا هذه القيم المتطرفة من الميلاد، أو من سن صغير للغاية". ويشير التقرير إلى أن هؤلاء الأطفال لم يتعرضوا لفاسد الحياة وفق القيم العلمانية، "وهم أنقى من المقاتلين المراهقين". ويقول التقرير "هؤلاء الأطفال انقذوا من الفساد، الأمر الذي يجعلهم أقوى من المجاهدين الحاليين لأنهم متفوقين في فهم الإسلام من الشباب ومن مناهج المدرسة وأفضل وأكثر وحشية من المقاتلين الحاليين، حيث أنهم تدربوا على العنف من سن صغيرة جدا". يقول التقرير، إن التنظيم يتألف من 80 مسلح، منهم 50 ألف في سوريا و30 ألف في العراق. ويعيش ما يقدر ب6 ملايين رجل وامرأة وطفل في الخلافة الإسلامية المزعومة. ويضيف التقرير "الهدف هو إعداد جيل جديد وأقوى من المجاهدين، يتم تعليمه ليكون المورد المستقبلي للتنظيم". "المنطقة الأكثر إثارة للقلق هي إعداد تنظيم الدولة الإسلامية جيشه عبر تلقين الأطفال الصغار في مدارسه وتطبيعهم على العنف عبر مشاهدتهم الإعدامات العلنية وفيديوهات الدولة الإسلامية في المراكز الإعلامية ومنحهم لعب على هيئة اسلحة يلعبون بها". ويشير التقرير إلى أن التركيز على الشباب يماثل التركيز على تجنيد الجنود الأطفال في ليبيريا في تسعينات القرن الماضي، عندما استولى كارلوس تايلور على السلطة في 1997 بجيش من المتمردين به الكثير من الأطفال. ويقول مؤلفو التقرير إنه يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية درس أيضا النظام النازي، الذي أسس منظمة "شباب هتلر" التي كانت تلقن الأطفال. وتلقت الأممالمتحدة تقارير ذات صديقية لكن لم يتم التحقق منها عن جناح الشباب في الدولة الإسلامية، "فتيان الإسلام". وأشاروا أيضا إلى النظام البعثي السابق في العراق، الذي أسس في أواخر السبعينات حركة شبابية بها وحدات أطفال عراقيين عرفت باسم أشبال صدام، وتألفت من فتيان بين 10 و15 سنة. وبين الباحثون أن الأطفال استخدموا بشكل مكثف في دعاية الدولة الإسلامية بين الأول من أغسطس العام الماضي حتى 9 فبراير من هذا العام، وحددوا 254 فعالية أو بيان يظهر فيها صور أطفال، وذلك للمساعدة في إظهار انطباع بناء الدولة. ووفقا للتقرير استخدم التنظيم الأطفال في محاولة تطبيع الوحشية حيث يشجع الأطفال على حمل الرؤوس المقطوعة أو لعب الكرة بها. وفي الأشهر الستة الأخيرة قدم التنظيم 12 طفلا قتلة. وأظهر مقطع فيديو حديث طفل بريطاني عمره 4 سنوات يبدو أنه يفجر سيارة مفخخة ويقتل أربعة جواسيس مزعومين كانوا في السيارة.