"ما يقع إلا الشاطر".. بهذا المثل الدارج، حذرت ربة منزل زوجها مرارًا وتكرارًا من الإتجار بالمواد المخدرة، مؤكدة له أن المال الذي يجنيه من وراء تجارته غير المشروعة لن يحميه من رجال الشرطة. وبمرور الأيام، تحققت نبوءة الزوجة، حيث ألقي القبض على الزوج، وبحوزته كمية من المخدرات، ليتم إحالته للمحاكمة الجنائية، يقضي بعدها عقوبة السجن. "خلي بالك من تحويشة العمر، 20 ألف جنيه بالتمام والكمال".. طالب رب الأسرة من زوجته ضرورة الحفاظ على هذا المبلغ لحين انتهاء فترة عقوبته. تحمل حياة العزلة وضيق "الزنزانة" على أمل الخروج إلى زوجته، وتوظيف المبلغ الذي ادخره إلى وقت الشدة، ولكنه فوجئ عقب خروجه من السجن، وسؤاله عن ال20 ألف جنيه بتهرب زوجته من الإجابة. تارة تخبره بأنها أخفت المبلغ في مكان ما بعيدًا عن أعين الشرطة، وأخرى، تؤكد له أنها وضعته في دفتر توفير، وستذهب إلى مكتب البريد صباح اليوم التالي لتأتي له بالمال. يوم تلو الآخر، لا جديد، أسئلة متكررة عن المبلغ، وهروب ومماطلة من الزوجة، بدأ الشك يتسرب إلى داخل الزوج، حتى قرر تعذيبها لإجبارها على الإفصاح عن مكان إخفاء ال20 ألف جنيه. أحضر الحبال، وكبل يديها، وانهال عليها بالضرب بواسطة قفل عجلة قيادة السيارة، مرددًا سؤالاً واحدًا "أين الفلوس؟"، والزوجة لا تجيب، مطالبة إياه بفك قيدها، على وعد بجلب المال، لكن الزوج لم يفق من حالة الغضب التي سيطرت عليه وقتها إلا بموت زوجته متأثرة بوصلة من الضرب المبرح. تفاصيل تلك الجريمة ترجع إلى تلقي العميد محي سلامة، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، إخطارًا بالعثور على جثة ربة منزل - 33 عامًا، وكشفت تحريات ضباط المباحث أن مشادة كلامية وقعت بين مسجل خطر، أنهى عقوبة السجن منذ 4 أيام، وزوجته؛ بسبب خلافات مالية. وتبين أن المتهم 41 عامًا، كان قد ترك مبلغ 20 ألف جنيه لدى زوجته قبل دخوله السجن، وفور خروجه، طالبها بإعادة المبلغ، لكنها كانت تماطل وتتعذر ولم تقم بتسليم المبلغ, وعن يوم الجريمة، أصر الزوج - مسجل خطر "فرض سيطرة" - على معرفة أين تحتفظ بالمبلغ، وأخبرها أنه يشك في سلوكها، لكنها استمرت في الكذب عليه، فما كان منه إلا أمسك ب"قفل عجلة القيادة"، واعتدى عليها بالضرب، لتسقط غارقة في بركة من الدماء. وتمكن ضباط مباحث قسم ثان أكتوبر بقيادة المقدم فوزي عامر من ضبط المتهم، واعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة للتحقيق.