أطلقت وزارة الصحة والسكان، اليوم الخميس، المبادرة القومية لتفعيل خدمات تنظيم الأسرة بعد الولادة، وأشارت الوزارة إلى أن الهدف من المبادرة هو خفض نسبة الحمل غير المرغوب فيه الذى تبلغ نسبته حوالى "16%"، وتقليل معدلات حدوث الحمل المتقارب الذي يحدث خلال السنة الأولى بعد الولادة على اعتبار أن الحمل خلال تلك الفترة يمثل خطرًا كبيرًا بالنسبة لصحة الأم والطفل. جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي الذي عقد اليوم الخميس، بعنوان "تعزيز خدمات تنظيم الأسرة بعد الولادة"، وبالتعاون بين وزارة الصحة والسكان، وصندوق الأممالمتحدة للسكان، ويهدف المؤتمر هذا العام إلى تقييم خدمات تنظيم الأسرة بعد الولادة، ووضع برنامج متكامل لنشر واستدامة خدمات تنظيم الأسرة بعد الولادة. وأوضح الدكتور عاطف الشيتاني، رئيس قطاع خدمات تنظيم الأسرة بوزارة الصحة، أن المبادرة تسعى أيضا إلى استغلال كافة الفرص المتاحة التي تتواصل فيها الأمهات مع خدمات الرعاية الصحية مثل التطعيمات ورعاية الطفل، حيث أنه يمكن تفادي أكثر من 30% من وفيات الأمهات و10% من وفيات الأطفال اذا تمت المباعدة بين الولادات لأكثر من سنتين. وأوضح وزير الصحة والسكان، أن تحليل نتائج المسوح الديموجرافية والصحية التي قامت بها منظمة الصحة العالمية ل 27 دولة أكدت أن 95% من السيدات في الفترة من يوم وحتى 12 شهرا بعد الولادة ترغب في تجنب الحمل في السنتين التاليتين للولادة. وأشارت إلى أن، المسح السكاني الصحي بمصر لعام 2014 أشار إلى أن هناك ارتباطا عكسيا بين طول مدة المباعدة بين الولادات ومعدل وفيات الاطفال حيث ان معدل وفيات الأطفال دون الخامسة المولودين بعد فترة مباعدة للحمل عن الولادة السابقة أقل من سنتين قد بلغ 56 حالة وفاة لكل 1000 مولود، وأن هذه النسبة تقل ثلاث مرات في حالة المباعدة بين الأطفال المولودين لمدة مباعدة تصل إلى 4 سنوات أو أكثر عن الولادة السابقة حيث بلغت 19 حالة وفاة لكل 1000 مولود . وتابعت الوزارة، أن أهم محاور المبادرة تتمثل في رفع الوعي باحتياجات السيدات بعد الولادة من خلال الارتقاء بمستوى مقدمي الخدمة والسيدات وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية، وتوسيع دائرة الاهتمام ببرنامج الرعاية بعد الولادة بما فيها خدمات تنظيم الأسرة لتكون في جميع مراحل رعاية الحمل وعند الولادة وبعد الولادة ورعاية الأطفال. وأَضافت الوزارة، أن المبادرة تهتم أيضا بضمان عدم وجود فرص ضائعة عبر استمرارية الرعاية من خلال المشورة وخدمات تنظيم الأسرة حيث أن 90% من السيدات يحصلن على رعاية حمل على يد طبيب و87% من الولادات تتم في منشآت صحية "61 % منشآت خاصة، 26 %منشآت حكومية"، وأن 8 من كل 10 سيدات حصلن على رعاية ما بعد الولادة عقب عملية الولادة نفسها . وتشمل حزمة خدمات برنامج تنظيم الأسرة بعد الولادة التي يتم تنظيمها المشورة في أقسام النساء والتوليد وجلسات التطعيم ومتابعة الأطفال، وتوفير كل ما يلزم من معدات ومستلزمات وسائل منع الحمل وتدريب مقدمي الخدمة على خدمات تنظيم الأسرة. وتعمل المبادرة على تعظيم الرعاية المجتمعية من خلال تفعيل دور الرائدات الريفيات والعاملين في المجتمع الريفي بما يساهم في رفع الوعي لدى المرأة الريفية وتزويدها بالمعلومات والخدمات المرتبطة ببرنامج تنظيم الأسرة خصوصا بعد الولادة . وتؤكد المبادرة، على ضرورة توسيع نطاق خيارات وسائل تنظيم الأسرة التي يمكن أن تبدأ بعد الولادة مباشرة مثل "اللولب الرحمي - حبوب منع الحمل - الحقن والامبلانون والواقي الذكري"، كما ان الرضاعة الطبيعية يمكن استخدامها بشكل فعال تصل إلى ستة أشهر بعد الولادة . وخرج المؤتمر السنوي لتنظيم الأسرة، بورقة عمل تحدد الإجراءات والأدوار اللازمة لبرنامج خدمات تنظيم الأسرة بعد الولادة ضمن النظام الصحي، عن طريق تكامل الخدمات بالقطاعات المختلفة التابعة لوزارة الصحة والسكان واستدامتها للارتقاء بصحة الأم والطفل، وذلك من خلال وضع السياسات والآليات وتوفير الموارد البشرية ووسائل تنظيم الأسرة مع المتابعة والتقييم المستمر للارتقاء بجودة الخدمة.